تحوّلت مراسم تشييع جنازة المغفور له المدير العام الأسبق لجريدة "الشعب" بمقبرة أولاد سدي محمد بالمنطقة المسماة النخلة ببلدية الأبيض مجاجة بالناحية الشمالية لعاصمة الولاية الشلف، إلى محطة وقف خلالها الحاضرون على نضالات الرجل الإعلامي ومشاركته في الحركة الوطنية من تاريخ الجزائر انطلاقا من زاوية مجاجة إلى أقسام أم الجرائد "الشعب" ومناصب متعددة شغلها خلال مساره المهني كانت محل تقدير واعتبار. "الشعب" عاشت هذه اللحظات دقيقة بدقية أثناء مراسم دفن أحد مقامات الصحافة والثقافة بالجزائر. الموكب الجنائزي المهيب بمقبرة مجاجة بعد صلاة الجمعة بحضور المشيعين من أهالي عائلة مجاجة منبع العلم والعلماء وآثار الزاوية التي مر بها المرحوم محمد سعيدي البالغ من العمر 80 سنة. شارك في توديع الفقيد في موكب جنائزي مهيب أيضا وزراء سابقون أمثال وزير الداخلية يزيد زرهوني ووزير الشؤون الدينية غلام الله ووزير الإعلام عزالدين ميهوبي بالاضافة إلى ولاة مستغانم، وهرانوالشلف ورئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات العسكرية والمدنية ونائب المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز بلقايد. لحظات مؤثرة وشهادات أدلى بها من عرفوا الفقيد وتقاسموا معه وظائف ومسؤوليات تثبت بالملموس أن محمد سعيدي من مقامات الإعلام والثقافة بالجزائر لحنكته وحسن أدائه لمهنته والمهام الأخرى التي أسندت إليه. حسب السيد زرهوني وعزالدين ميهوبي فإن الصفات المذكورة سابقا جعلت من محمد سعيدي مدرسة قائمة بذاتها كونه أحب الجزائر لا لكونه ابن شهيد ومجاهد عمل رفقة المرحوم رئيس المجلس الأعلى للدولة علي كافي وسفيرا بليبيا فحسب، بل لانتمائه الأسري وتفانيه في العمل والأخلاق العالية التي تحلّى بها من منبع وطنيته الصادقة وروحه المرحة والإنضباط الذي عرف به ذو الأسرة الشريفة التي تغير من انتمائها. وقال عمه محمد بن جلول: "المرحوم محمد قدوة في المنطقة في التشبث بالقيم الوطنية والنضالية التي استقاها من الزاوية المجاجية التي ساهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بنائها وتوسيع مدرستها التي صارت مقصد التلاميذ من كل الولايات". فرحم الله المغفور له سي محمد وعزاء إدارة الجريدة وطاقمها وعمالها ومراسليها في روح الفقيد الذي أفنى حياته في خدمة الإعلام والكلمة الملتزمة حاملا هموم وطنه وأبناء شعبه، فنم قرير العين ف "الشعب" لن تنساك مادام هناك نبض في الحياة. وداعا يا ابن الشعب.