في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود العربية والدولية لوقف الحرب الهمجية على غزة , صعدت إسرائيل حربها الإجرامية على السكان بقصف جوي وبري وبحري جنوني ، دون اعتبار لحرمة الدماء البريئة المنهمرة في شوارع ومدن القطاع . فالرد الإسرائيلي كان سريعا على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة وعلى المبادرة المصرية بالتدمير والقتل الجماعي للأبرياء . ولم تخف الفضائيات وحشية وبشاعة المجازر التي يقوم الجيش الإسرائيلي بارتكابها . ومما زاد النار اشتعالا في غزة ،هذا السجال الفاضح بين القادة العرب عن أهمية وجدوى القمة العربية التي لم تعقد , فانكشف مدى عجزهم وهزاله مواقفهم , واتضح أكثر لأهالي غزة الذين يواجهون الدبابات بصدورهم العارية أنهم يقاتلون وحدهم وأن لا أمل في قيادات تخلت عن كرامتها وشرف أمتها . فهل يعلم هؤلاء القادة أن القوات الإسرائيلية التي تهاجم أحياء غزة قد تم تزويدها بوسائل وأسلحة فسفورية سامة متطورة لم تستعمل من قبل ويجري تجريبها على أهالي قطاع غزة . وأن هناك قنابل مضادة للأفراد , وقذائف تطلق من الدبابات والبحر والجو تدخل لأول مرة في الخدمة وتستخدم في العمليات العسكرية الحالية ضد قطاع غزة . وهل يعرف قادة العجز العربي في عواصم الثراء والاستجداء إن فشل مساعيهم لوقف العدوان على غزة وأفشلهم عقد قمة للرد على الصلف الإسرائيلي كان مدخلا ومبررا لإسرائيل كي تواصل حرب الإبادة الجماعية على غزة ! . أم هي خطة مدروسة لتركيع غزة والانتقال إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني ؟ إن ما يؤكد ذلك أن أيا من زعماء الاعتراف والتطبيع والاعتدال لم يطرح موقفا كالموقف الذي أعلنه صراحة رئيس الوزراء التركي، ولم يتخذ خطوة كتلك التي اتخذها الرئيس الفنزويلي أو الرئيس البوليفي ، بل كانت ردودهم خجولة ومرتعشة تنم عن مشاركة في الحرب الإجرامية على غزة. يوما بعد يوم تتواصل الحرب البربرية على قطاع غزة، وحكام الولاء لغير أمتهم يرفضون عقد قمة لإنقاذ غزة والاستجابة للصراخ والعويل وبحث ردود الفعل الواجبة , ووقف الحرب . ولكن هذه الحرب الهمجية جاءت لتكشف حقيقة هذه الأنظمة التي تتخفى وراء الواقعية والجهود الدولية . كثيرا ما تغنى هؤلاء القادة بخيارهم الاستراتيجي للسلام , وبمبادرة السلام العربية التي طرحوها قبل أعوام ، وجاء الرد الإسرائيلي قويا بالحرب على أهالي غزة ، واليوم تتكشف حقيقة أخرى لعلها توقظ الضمائر الغائبة , فالصحف الإسرائيلية نشرت استطلاعا يقول أن 90 بالمائة من الإسرائيليين مع الحرب على غزة واستمرارها، والمضي قدما في تقتيل الفلسطينيين وارتكاب المجازر بحقهم، أي أن كل اليهود مع الحرب وليس مع السلام مهما استجدى هؤلاء القادة تنفيذ مبادرتهم ، ولو بتعديل كل بنودها . إن ما يجري في قطاع غزة اليوم من مجازر , صفعة على وجوه المتواطئين ، الخارجين عن إرادة أمتهم وشعوبهم , المرتبطين عضويا بالأعداء , المتلذذين بالدم النازف من الأطفال والنساء والشيوخ في شوارع غزة وتحت أنقاض مبا ------------------------------------------------------------------------