تستمر التحركات الدبلوماسية المكثفة على أكثر من صعيد في مسعى لحمل إدارة الاحتلال الإسرائيلي على وقف مجازرها في قطاع غزة والتي دخلت أسبوعها الثالث من دون وجود مؤشرات تدل على أن إدارة الكيان الصهيوني تعتزم وقف حربها على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. ويتواصل توافد مبعوثي الدول الأجنبية إلى مختلف العواصم العربية لبحث ومناقشة السبل الكفيلة بالتوصل إلى تسوية عاجلة لأبشع مجزرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود. وفي هذا السياق شرع أمس وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في زيارة شرق أوسطية تشمل عددا من عواصم بلدان المنطقة. ويجري رئيس الدبلوماسية الألماني مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في منتجع شرم الشيخ المصري بينما يلتقي شتاينماير اليوم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. وكان وزير الخارجية الألماني قد صرح بأن الوضع في غزة يمكن أن يتغير إذا ما كان هنالك وقف دائم لإطلاق النار. وبالموازاة مع التحرك الألماني ودعما للمساعي الدولية القائمة منذ أسبوعين لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة من المنتظر أن ينتقل في الأيام القليلة المقبلة المبعوث الصيني المكلف بالشرق الأوسط سان بيغن إلى العاصمة المصرية في مسعى لدعم الجهود الدولية التي بقيت منذ أزيد من أسبوعين من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عاجزة عن فعل شيء لوقف العنجهية الإسرائيلية المصرة على المضي قدما في إبادة كافة سكان غزة. وذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية كين غينغ بالمخاوف التي مافتئت سلطات بلاده تبديها بشأن الوضع المتفاقم في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وقال أن الصين لن تدخر جهدا لتهدئة الأوضاع في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. من جانبه سيتوجه رئيس الدولة السينغالي عبدو لاي واد الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى منطقة الشرق الأوسط في زيارة تدخل في إطار الجهود الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال الرئيس عبد الله واد الذي سيقوم بهذه الزيارة بصفته رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أنه تقرر إجراء هذه الجولة إثر التطورات الخطيرة التي تعرفها الأوضاع في قطاع غزة. وأضاف أنه فضل هذه المهمة إلى منطقة الشرق الأوسط في حين كان عليه التوجه إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن يوم 20 جانفي للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بدعوة من مجموعة السفراء الأفارقة. وكان الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي قد صرح من قبل أنه كان يعتزم القيام بجولة وساطة إلى منطقة الشرق الأوسط من دون تحديد تاريخ هذه الزيارة . وتتواصل المساعي الدولية لوقف المحرقة الإسرائيلية في غزة في وقت تمكن فيه مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار أممي يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على غزة لكنه بقي مجرد حبر على ورق بعدما تجاهلته إسرائيل وواصلت بكل فضاضة قصف المدنيين في مختلف أنحاء القطاع غير آبهة حتى بالنداءات والدعوات الملحة المطالبة بأخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار. وفي ظل استمرار العنجهية الإسرائيلية يبقى التساؤل قائما حول جدوى هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة والمساعي الدولية المتواصلة لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة وهل بإمكان لغة العقل أن تتغلب على لغة الرصاص الماضية في قتل المزيد من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ. وتجد هذه التساؤلات مصداقيتها في ظل التجاهل الإسرائيلي للقرار الأممي الذي تبناه مجلس الأمني الدولي قبل يومين وطالب من خلاله إدارة الاحتلال الصهيوني بوقف عدوانها الجائر على قطاع غزة.