أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، أمس، خلال تجمع شعبي بدار الثقافة «مولود معمري» بتيزي وزو، أنه مستعد للنقاش والحوار مع كافة الأحزاب والشخصيات السياسة من أجل مصلحة البلاد واجتياز المرحلة الصعبة التي تواجهها الجزائر. وقال سعداني، إن هناك مؤامرة من طرف الدول الأجنبية من خلال شنّها حربا اقتصادية لإخضاع الجزائر لمساعيها، داعيا الأحزاب إلى اليقظة والتحاور في الموضوع من أجل إخراج الجزائر إلى برّ الأمان. وقال سعداني إن «الأفلان» سيواصل السير على تجسيد مبادئ أول نوفمبر، مشيرا إلى أن جبهة التحرير الوطني أقرّت التعددية الحزبية سنة 1988 ويعمل ضمنه وضمن دستور تعددي، مؤكدا أن واجب الحزب هو العمل مع الطبقة السياسية لإيجاد حلول لمشاكل البلاد السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، قائلا: «إن الحزب له دور وعليه دور لا يجب أن يتخلى عنه». وردا على بعض الاتهامات الموجهة للحزب حول كونه يهدد الديمقراطية والتعددية، قال سعداني «نحن نريد طبقة سياسية واعية تعتمد على حل مشاكل البلاد وضمان استقرارها»، مؤكدا مساندته لرئيس الجمهورية الذي فاز في انتخابات 2014، مشيرا إلى أن الرئيس وجه نداء لتعديل الدستور وتأسيس دولة تحترم فيها الحقوق والحريات الديمقراطية، مضيفا أن أمامهم تجسيد هذا النداء الذي لم يجد بحسبه آذانا صاغية من طرف المعارضين الذين ينادون لانتخابات جديدة. وقال إنهم رفضوا حتى إثراء الدستور ومبادرة الأفافاس، هذا الحزب الذي تشهد له البلاد بوطنيته، والذي أراد فتح نقاش مع الأحزاب، هؤلاء رفضوها وعندما لقوا نداء من الاتحاد الأوروبي استجابوا له، مؤكدا أنهم عار على الوطنية، لأنهم ينادون فقط لكرسي الرئاسة، الذي فصل فيه الشعب الجزائري في الانتخابات السابقة. وقال سعداني، إن الجزائر قد مرت بمرحلة انتقالية كانت جدّ صعبة على الجزائريين، معبّرا عن رفضه لمساعي هؤلاء لزعزعة استقرار البلاد والتي دفع فيها الجزائريون أرواحهم، ويسعون اليوم لإخراج الشعب للشارع قائلا: «إن الشعب يشغل في المؤسسات ويعمل ولا يريد ربيعا عربيا، وهدف هؤلاء مخالفة مبادئ الدستور». كمال قال سعداني، إن الحزب مع ترسيم اللغة الأمازيغة ويرفض دعاة التقسيم، فاللغة الأمازيغة هي لغة وطنية وهوية وطنية. وبخصوص ما يعرف بالربيع العربي، قال سعداني إن موقف الحزب واضح، فهو مع احترام الشرعية والحوار والحريات وفتح باب التحاور لإيجاد حلول للجزائر، داعيا مناضليه للتوجه إلى القسمات والمحافظات، مؤكدا على وجوب احترام المنتخبين المحليين ورؤساء البلديات، داعيا الأميار إلى السعي وراء المصالح العامة للمواطنين، وحماية هؤلاء هي حماية لكافة المنتخبين ولكافة الأحزاب الأخرىو فبدونهم لن تقوم دولة ولا عدل. وقال سعداني من جهة أخرى، إن «الأفلان» ليس حزب الشكارة، على حد ما يتداوله البعض، بل هو مفتوح لجل مناضليه للترشح، وهو لم يخالف نداء الشهداء. كما طالب الأحزاب الأخرى بالتعقل والاهتمام بمصلحة البلاد وما يجري بالحدود الجزائرية، التي هي مؤامرة دولية - على حد قوله - لتركيع الجزائر للاتحاد الأوروبي ونهب ثرواتها. وأمام هذا الوضع، وجه سعداني نداء لكافة الأحزاب للمساهمة في اجتياز هذه المرحلة الصعبة، مشيرا إلى أن الحزب مصر على القيام بهذا لصالح الوطن دون أن يرفض أي حوار حول الموضوع، داعيا إلى الحفاظ على استقرار المؤسسات الجزائرية.