دعت قمة غزة الطارئة بالعاصمة القطرية الدوحة الدول العربية إلى تعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وأدانت القمة في بيانها الختامي إسرائيل لعدوانها على غزة وطالبتها بالوقف الفوري لجميع أشكال العدوان والانسحاب الفوري من قطاع غزة، ورفع الحصار غير المشروط عن القطاع بما فيها المعابر والميناء البحري، كما أكد البيان على السعي لملاحقة إسرائيل قضائياً لتحميلها مسؤولية ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، ومطالبتها بدفع التعويضات للمتضررين، مشدداً على ضرورة الفتح الفوري والدائم للمعابر والسماح بدخول كافة المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية داخل القطاع. وثمن البيان قرار قطر وموريتانيا تجميد علاقاتهما مع إسرائيل الذي أعلناه أمس الاول خلال القمة، كما شكروا لقطر دعوتها لعقد هذه القمة ودعوتها لإنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة. وأكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي عقب إعلان البيان الختامي للقمة أن قطر قررت إغلاق المكتب الإسرائيلي في الدوحة وإبلاغ العاملين فيه بضرورة مغادرة البلاد بأقرب فرصة، إلى أن تكون هناك فرص أفضل للسلام تتلخص بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ومن المعلوم أن لموريتانيا سفارة إسرائيلية بالعاصمة نواكشوط وعلاقات دبلوماسية كاملة حيث أعلنت بدورها تجميد علاقاتها مع تل أبيب، في حين تكتفي قطر بمكتب تنسيق تجاري بينها وبين إسرائيل. وشدد رئيس الوزراء القطري على أن قطر كانت حريصة عندما دعت إلى القمة ألا تخلق شرخاً عربياً، وحاولت قدر الإمكان أن تكون القمة موجهة لغزة وليس إلى الخلاف العربي، وقال إن توصيات قمة غزة ستعرض على قمة الكويت، وكشف الشيخ حمد في رده على أسئلة للصحفيين أنه وجه الدعوة رسمياً للرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور القمة وأنه أجرى اتصالاً هاتفياً معه مساء الجمعة لحثه على الحضور لكنه اعتذر بسبب ما قال إنها ضغوط مفروضة عليه، ونسب رئيس الوزراء إلى أبو مازن قوله إنه لو حضر فإنه يذبح نفسه من الوريد للوريد، وأضاف أنه بعد اعتذار عباس أرسلت قطر طائرة خاصة لإحضار قادة المقاومة للحديث باسم الشعب الفلسطيني، حيث إنه لا يمكن أن تعقد القمة بغياب أي من المعنيين بالقضية الفلسطينية. كما أكد أن الإمارات العربية اشترطت للحضور عدم مشاركة إيران، ونفى كذلك وجود أي خلافات جوهرية مع السعودية، مشيرا إلى وجود مجرد اختلاف في وجهات النظر. وكان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أكد في لقاء مع الجزيرة أن عباس دُعي لحضور القمة لكنه غاب بعد أن أُبلغ بعدم اكتمال النصاب لعقد قمة عربية طارئة. وأشار عريقات إلى أنه لا يمكن أن نحمل قمة الدوحة مسؤولية حدوث انقسام فلسطيني أو عربي لأن الانقسام قائم قبل الدوحة وقبل العدوان على غزة، واعتبر عريقات أنه إذا كان هدف القمة الإعلان عن موت مبادرة السلام العربية، كما قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته- فإن السلطة الفلسطينية ستشارك في دفنها، ولكنه أضاف أن على القادة العرب أن يهيئوا قبل ذلك الفرصة لميلاد خيار الحرب الذي يكون بفتح الجبهات العربية وليس الحرب بالشعب الفلسطيني وحده. وفي تعليقه على قمة الدوحة اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية من الكويت أن إعلان قطر وموريتانيا تجميد علاقاتهما مع إسرائيل يعد نتيجة مهمة خرجت بها القمة، وقال إنه يوافق الرئيس السوري بشار الأسد على أن مبادرة السلام العربية ماتت، وأرجع فشل المبادرة إلى الموقف الإسرائيلي السلبي للغاية والمدعوم من قوى عالمية كبرى. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني افتتح قمة غزة عصر أمس لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد مضي 21 يوما على بدئه بمشاركة قادة وممثلي 13 دولة عربية وقادة وممثلي أربع دول إسلامية إلى جانب ممثل للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، وقد شارك في القمة إضافة إلى أمير قطر رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة والسودان عمر حسن البشير وسوريا بشار الأسد ولبنان ميشال سليمان وجزر القمر أحمد عبد الله سامبي ورئيس المجلس العسكري الحاكم بموريتانيا محمد ولد عبد العزيز ومثل العراق طارق الهاشمي نائب الرئيس جلال الطالباني والمغرب وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وليبيا أمين اللجنة الشعبية العامة (البرلمان) البغدادي المحمودي، وسلطنة عُمان وزير خارجيتها يوسف بن علوي عبد الله، في حين يمثل جيبوتي وزير الأوقاف حامدي عبدي سلطان، والصومال محمد عمر دلها نائب رئيس البرلمان، كما شارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السنغالي عبد الله واد بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ووفد تركي برئاسة نائب رئيس الوزراء، فضلا عن مبعوث خاص للرئيس الإندونيسي وبالنسبة للفصائل حضر القمة بالإضافة إلى مشعل كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح والأمين العام للجبهة الشعبية-القيادة العامة أحمد جبريل.