قال الخبير الدولي في الشؤون الاقتصادية عبد المالك سراي، إن على القادة العرب المجتمعين في القمة الاقتصادية التي انطلقت أشغالها أمس بالكويت، أن يخرجوا بقرارات وتوصيات تلزم الدول الاوربية بالمساعدة في إعمار غزة وتحمل مسؤولياتها كاملة بإعتبار أنها تواطأت مع الكيان الصهيوني في جرائمه على القطاع من خلال إلتزامها الصمت وقبولها أن تهزم اسرائيل المقاومة الفلسطينية. وأوضح سراي في اتصال هاتفي ب ڤالشعبڤ أن إعادة إعمار غزة وبناء الاقتصاد الفلسطيني ليست مسؤولية العرب وحدهم، بل هو كذلك مسؤولية الأوربيين الذين كان موقفهم مساندا لاسرائيل من خلال عملهم على تغطية الكارثة الانسانية التي خلفها العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة، مضيفا أنه ينبغي على القادة العرب أن يكون لهم مواقف مشتركة لدفع الأوربيين إلى المساعدة في إعمار غزة وصب إعانات مالية في الصندوق العربي المخصص لدعم القطاع وأهله. وتوقع سراي أن تخرج قمة الكويت الاقتصادية بقرارات منسجمة حول الدعم العربي لقطاع غزة في ظل الخسائر الاقتصادية الضخمة التي لحقت بالقطاع بعد دك الآلات الحربية الاسرائيلية كل المباني والمؤسسات وحتى الأراضي الزراعية، مضيفا ڤما من شكك سيخرج القادة العرب المجتمعين بتوصيات وبرنامج خاص بإعادة إعمار غزة سيكون أكثر صرامة وانسجاماڤ، لأن الأزمة العالمية التي كان فيها تراجعا قويا في العلاقات العربية وبرهنت سوء التنسيق ما بين الدول العربية تركت بعض الدول تفكر كثيرا في إعادة الانسجام لعلاقاتها، والعودة الى القرار العربي المشترك. وأضاف ذات المتحدث، أن السعودية كانت قد قدمت مبدئيا مشروع إنشاء الصندوق العربي لدعم غزة وصبت ملايير الدولارات كتبرع أولي في انتظار أن تعقبه تبرعات ومساعدات دول عربية ساندت المشروع على غرار الجزائر التي كان موقفها وإن كان صامتا -كما وصفته بعض الاطراف- بناء وأقوى من موقف الذين تكلموا كثيرا وأردف سراي قائلا: ڤوصمت رئيس الجمهورية كان أقوى مما تكلمنا عنه، فقد كان مبني على تشاورات بناءة وتدعيم حقيقي كيف لا وهو دبلوماسي محنك يعرف ماذا يعملڤ، يضيف الخبير الدولي والمستشار السابق لرئيس الجمهورية. وفي ظل تخوف البعض من عدم وصول المساعدات المالية والانسانية المخصصة لاعمار غزة لأهلها، وبالتالي انعكاس ذلك على انعاش الاقتصاد الفلسطيني المنهار، رأى سراي أنها قضية سياسية ودبلوماسية غير أنه ربط وصول تلك المساعدات بسماح اسرائيل بفتح الحدود والمعابر وهو الاجراء الذي يفرض نفسه على اسرائيل لاعادة اعمار ما دمرته آلاتها الحربية. من جهة أخرى، توقع ذات الخبير أن تكون القمة الاقتصادية فرصة للعرب لاتخاذ مواقف منسجمة أخرى تدعم تبادلاتهم التجارية وتعاونهم الاقتصادي العربي بعد تقييم اقتصادياتهم وهي المهمة الأساسية التي استدعي إليها العرب في أشغال هذه القمة. وأشار سراي في هذا الصدد، إلى أن التبادل العربي لا يزال يسجل أرقاما ضعيفة حيث لا يفوق حجم التبادل التجاري العربي 3 بالمائة، وهي نسبة ضعيفة لا تشرف العالم العربي -كما قال- وهو الواقع الذي سيفرض على المجتمعين إجراء مفاوضات بين دول الخليج والمغرب العربي للبحث عن انسجام أكثر، وتحسين وضعية التبادل التجاري والمالي العربي والتعامل الاقتصادي مابين دول المنطقة العربية. ------------------------------------------------------------------------