اسمها الحقيقي «نادية بوشامة» لقبت ب «نورة» و»نرجس» بعد تألقها فنيا، وهي التي اكتشفت فنيا من خلال حصة ألحان وشباب سنة 1973، قبل أن تشارك في عدة تظاهرات وطنية ودولية في مسيرة حافلة تحت إشراف «مصطفى اسكندراني»، لتبرز موهبتها من خلال عدة أعمال فنية من بينها «صيفة الشمعة»، «القنديل»، «عدات دموعي»، «نجم الدجى عساس» وغيرها . «الشعب» التقت بالفنانة نرجس على هامش فعاليات المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية بالقليعة وأجرت معها هذا الحوار. «الشعب»: الجمهور العريض يطالب بعودتك القوية إلى الساحة الفنية، فمتى تلبين هذا النداء؟؟ نرجس: أنا أطمئن الجمهور الكريم بأنني لم أغب ولم أغادر الساحة الفنية يوما، ومن ثم فلا مجال للحديث عن العودة، وحتى في زمن العشرية السوداء حين كان الفنانون مستهدفون من طرف الإرهاب داومت على النضال، وقاومت الصعاب داخل الساحة الفنية من خلال حضور عدة حفلات فنية بكل أرجاء الوطن، وأما عقب هذه الفترة وإلى حد الساعة كنت حاضرة دائما ومستعدة لتلبية كل الدعوات المتعلقة بتنشيط أو تشريف مختلف المهرجانات الموسيقية. وأفتح قوسا لأشير إلى أنه ربما ابتعدت قليلا عن الأضواء الكاشفة، ولاسيما عبر التلفزيون الذي أصبح يتراجع عن دعوتي لتنشيط بعض الحصص الفنية إلا أنني دأبت على حضور مختلف التظاهرات الفنية عبر الوطن. ^ لعلّ من أهم الأفكار المطروحة حاليا على الساحة الفنية ما يتعلق بقانون الفنان، فما تعليقك ؟ ^^ ما يجب التذكير به أنني كنت من بين المؤسسين لنقابة الفنانين الجزائريين، وطرحنا حينها هذه الفكرة للنقاش والإثراء، كما أن الذين سبقونا طرحوا الفكرة أيضا، وأذكر من بينهم السيدة «نورة» رحمها الله، وبداية من سنة 2003 حين أنشأنا لجنة تحضيرية لتأسيس نقابة الفنانين، كنا دائما نتحدث عن قانون للفنان يعنى بالتقاعد وبالتغطية الاجتماعية، لاسيما وأن العديد من الفنانين ليس لديهم عمل خارج الساحة الفنية ولا يمكنهم في هذه الحالة الانخراط في الضمان الاجتماعي، ومن ثم فلابد من أن يتحول الفن إلى جزء لا يتجزّأ من المجتمع، والآن فقد حان الأوان لتحديد مقاييس ومعايير تسمية الفنانين الذين تجاوز عددهم 5 ألاف عبر الوطن، والأمر بحاجة إلى تصفية دقيقة قبيل تجسيد القانون على أرض الواقع، غير أنه لابد من التأكيد على أن تطبيق القانون على أرض الواقع حاليا، لن يكون سهلا بالنظر إلى تراكمات عقود الزمن الفارطة. ^ هل لنا أن نتعرف على جديد الفنانة نرجس؟ ^^ أحضّر حاليا لإنتاج 4 أقراص تندرج ضمن مسعى المحافظة على الطابع الحوزي، تكريما للفنانات الفضليات اللواتي بفضلهن نحن هنا حاليا (تقصد فعاليات المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية)، وأذكر منهن فضيلة الدزيرية ومريم فكاي، بحيث تم الاتفاق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لتمويل العمل، وهو الذي اقترح فكرة إنجاز ذات العمل تكريما للفنانات المعنيات، مع الإشارة إلى أنني رفضت الفكرة في البداية باعتبارها مسؤولية ثقيلة ألقيت على عاتقي، إلا أنني انخرطت فيها عقب ذلك بعد إقناعي بها وتحوي الأقراص الأربعة على مقلبات ومصرفات وحوازة وعروبيات. ^ هذا يعني أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يؤدي دورا مضاعفا على الساحة الفنية؟ ^^ الديوان يؤدي حاليا دورا محوريا لصالح الفنان، بعدما أصبح قبلة لمختلف الفنانين لإنجاز أعمالهم الفنية زيادة على التكفل ببعض الحالات الاجتماعية والمرضية للبعض منهم، لاسيما وأن العديد من الفنانين يعانون في صمت حاليا، ولا أحد يسأل عنهم وأنا أدعوكم للسؤال عن «مريم وفاء» وأبو جمال» وغيرهم كثيرون، ويبقى الفنان بحاجة ماسة إلى شراكة وعناية وفق مقاييس يعتمدها قانون خاص به. ^ وكيف تسعى الفنانة نرجس لنقل رسالتها للأجيال الصاعدة؟ ^^ نحن حينما كنا صغارا كنا نتعلم ممن سبقونا من مختلف الجوانب واستفدنا منهم كثيرا والأمر نفسه بالنسبة لشباب اليوم، بحيث نسجل هنا وهناك العديد من الأصوات الشابة الصاعدة المتخلقة والمثقفة، والتي تستعمل الآلة وتعتني بالفن الأندلسي، فهذا شيء جد مشرف، وإذا كانت بعض وسائل الإعلام تروج لعدم جنوح الشباب للطابع الحوزي، فإن الواقع يعكس ذلك تماما والفن الأندلسي عموما لا يزال بخير. إلا أن الذي يجب التنبيه إليه كون الفن ببلادنا تحول من شكله الفني البحت إلى الطابع التجاري الممقوت، وأضحى العديد من معدي الحصص والبرامج التلفزيونية يعمدون إلى التقليص من حجم الأغاني الأندلسية، وحينها تفقد القصائد المؤداة معناها، وحينما نرفض نحن الانخراط في هذا المسعى يفسح المجال واسعا أمام مروجي الفن التجاري.