تستعرض الفنانة الأنيقة نسيمة شعبان في حوارها » صوت الأحرار» برنامج سهرتها الأولى ضمن برنامج المهرجان الثقافي الدولي الرابع » الصيف الموسيقى بالجزائر» كما تتناول مكانة الأغنية الأندلسية في الجزائر والعالم إلى جانب بحثها في مجال الحفاظ على الموروث الأندلسي وتسجيل النوبات وجديدها الفني قريبا. ● ماذا عن مشاركتك في أولى سهرات المهرجان ؟ ¯ أنا جد سعيدة وفخورة بالمشاركة في فعاليات الطبعة الرابعة مع مهرجان » الصيف الموسيقي بالجزائر»، وأشير أنها المرة الأولى التي تم توجيه الدعوة لي للمشاركة في المهرجان الذي يحتل مكانة مميزة في أجندة المهرجانات الجزائرية التي تعنى بترقية الموسيقى والتراث الموسيقي الوطني باعتباره فضاء للقاء مختلف الأجيال الفنية وبما يقدمه المشاركون من رسائل فنية تعكس ثراء الموروث الجزائري الفني وأأكد أن مشاركتي في المهرجان شرف لي لأنها فرصة عزيزة لألتقي جمهوري العزيز في الجزائر الذي إشتقت إليه كثيرا ● ماذا عن البرنامج الفني الذي ستتحفين به جمهور المهرجان بقاعة إبن زيدون في سهرة الإفتتاح ؟ ¯ الموعد كان مع نوبة » ماية » وهي تعكس أجواء الفرح والسعادة والمتعة بفضل ما تبثه في روح المتلقي من لحضات سعادة وحب عذري كما قدمت لجمهوري نخبة من الخلاصات تتحدث عن المحبة والصفاء في نوع الحوزي والزجل والأندلسي الكلاسيكي وذلك إلى جانب أغنية جديدة تتغنى بحنان الأم حيث إعتدت عبر مختلف المهرجانات التي أحييها في مدن عديدة في العالم أن أقدم أغنية تكريما لنساء وأمهات الجزائرسواء كن أحياء أو أموات كالتفاتة عرفان لهن وتتناول الأغنية التي ألفتها وقفة إعتراف وإخلاص للأم وترمز أيضا للوطن الذي يجمعنا في كنفه ومن خلال برنامج الذي قدمته حاولت تجاوز تقليد برنامج الأغنية الأندلسية الكلاسيكية ● إلى جانب الأداء الفني هل تواصلين رحلة البحث في التراث الموسيقى الأندلسي ؟ ¯ بالطبع أما لم أتوقف عن عملية البحث في أسرار وأعماق الموسيقى الأندلسية حيث أ?كف على تسجيل أعمال في هذا الإتجاه وسأثري المكتبة الموسيقية الأندلسية بأعمال فنية جديدة قريبا ● نلاحظ أنك شحيحة ومقلة في إصدار وعدد الألبومات ، لماذا ؟ ¯ ذلك خيار مني لأنني أريد أن أقدم عمل في المستوى لجمهوري الذي أحترمه كثيرا ولا أحب أن أستسهل ما أبدعه ولأن الألبوم يستدعي توفرالوقت اللازم بتأني و البحث الدائم لتقديم الجديد وبالتالي أفضل التريث والحذر في تقديم ألبوم جديد حتى يستوفي شروط الإحترافية ، وعادة يستغرق الألبوم الذي أنجزه حوالي سنيتن قبل تسجيله في المقبال أوضح أنني لم أتوقف عن تسجيل النوبات وما أبدعه من نوتات أندلسية كما أشير أن كبار الفنانين العالميين لا يملكون سوى ثلاثة أو أربعة ألبومات وذلك لا ينقص من قيمتهم الفنية بل يعكس خيارهم ● ما رأيك في الأصوات النسائية التي تبدع في مجال الأغنية الأندلسية ؟ ¯ مقارنة مع ثراء الساحة الفنية حاليا وتعدد أصواتها ، في الماضي وفي بداية ولوجي عالم الفن كان هناك شح في عدد الأصوات النسائية التي تمارس أداء الأغنية الأندلسية وتميزت مرحلتي بندرة الأصوات النسوية إلا من بعض الأسماء التي طعمت الأغنية جزائرية في طابع الأندلسي الكلاسيكي حيث كان الصوت الرجالي مهيمن على ساحة الأغنية الأندلسية وكنت في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من أولى الفنانات اللواتي سجلن بالإذاعة و التلفزيون حيث سجلت مع الأوركسترا بقيادة المرحومين مصطفى إسكندراني وهارون الرشيد وغيرهم من كبار الملحنين وبتجربتي تلك فتحت المجال أمام العديد من الأصوات النسائية ولا أنسى أن أذكر فضل العائلة التي سمحت بدخولي لمدرسة الفن الأندلسي كما أنني سعيدة الحظ لأنني تتلمذت على يد وفي مدرسة نخبة من كبار وعمالقة الأغنية الأندلسية على غرار الراحلين دحمان بن عاشور، الصادق بجاوي ،الحاج حميدو جيدر وغيرهم من قامات الفن الأندلسي، وقد كنت محضوضة لأنني نهلت من منبع الموسيقى الأندلسية وروادها والأكيد أن الساحة حاليا تعج بنخبة من الأصوات النسوية الأندلسية الجيدة التي إستفادت من تضحيات نضال وتجارب الجيل السابق ممن أبدعن في مجال الأغنية الأندلسية رغم الظروف التي أحاطت بهم في تلك المرحلة ، وأرفض الفكرة التي تروج كون أن الصوت الرجحالي كان مهيمن ويعيق بروز الصوت النسائي في هذا الطابع الغنائي التراثي والموسيقى العارفة بل العكس لقد ساعدني أساتذتي الفنانين من الرجال في تجديد موهبتي ورعاية موهبتي وأأكد أنني ثمرة هؤلاء الأساتذة الرجال الذين لنم يبخلوا عني بنصائحهم وتوجيهاتهم القيمة التي ساهمت في مسيرتي الفنية المتواصلة إلى غاية اليوم ● هناك من يروج لفكرة غياب الجمهور في الجزائر ونفوره من الأغنية الأندلسية ؟ ¯ على العكس ثمة إقبال كبير من طرف الجمهور على الفن الأندلسي وعبر الفضاءات التي تقدم حفلات لهذا اللون التراثي المرتبط بالهوية والثقافة الجزائرية لأن الموسيقى الأندلسية موسيقى عارفة تتحاور مع الروح والوجدان وأصبحت جد مطلوبة ولها مكنتها عبر سلسلة المهرجانات الدولية التي تعنى بالموسيقى العتيقة والعارفة في العالم سواء في أوروبا أو في غيرها من دول العالم ورواج بعض الطبوع الموسيقية لا يعني أن نفرط ونغيب لون موسيقى بحجم وقوة وعراقة الموسيقى الأندلسية لأنه ينبغي التوازن كما أن لكل طابع غنائي جمهوره ومحبيه ونحن كفنانين في ميدان الموسيقى الأندلسية بمثابة سفراء نحمل عمق التراث الموسيقى وعلينا الحفاظ عليه ● وماذا عن تفاعل الجمهور الغربي مع الأغنية الأندلسية ؟ ¯ لاحضت من خلال نخبة المهرجانات الدولية التي أشارك فيها عبر مختلف دول العالم أن الجمهور الغربي يحترم ويتواصل مع الأغنية الأندلسية كونها موسيقى عارفة وتنبع من التراث المحلي، وطالما إستغربت كون الجمهور يعرف جديا مساري الفني وأهم الأعمال الفنية التي قدمتها كما ساهمت الأغنية الأندلسية في معرفة ورواج اشعار وقصائد كبار المتوصفة العرب والمسلمين على غرار إبن عربي وجلال الدين الرومي والأمير عبد القادر وغيرهم من المتصوفة المنفتحين على مختلف الثقافات والديانات وتعج قصائدهم بالحب والسلام والتآخي الإنساني.