تشهد مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، حالة استنفار قصوى بعد تسجيل إصابات خطيرة بالأنفلونزا، تسببت في وفاة 5 أشخاص، بينهم شابان ونساء حوامل، بحسب تصريحات بعض الأطباء، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، متمسكين بواجب التحفظ. «الشعب"، زارت الممرضين في الاستعجالات الطبية بمستشفى مصطفى باشا، ووقفت على حالة الرعب التي عاشها الأطباء والممرضون وكل المتوافدين على المصلحة، فبمجرد دخولنا قاعة الانتظار لاحظنا جوا من الخوف على مستوى الطاقم الطبي وشبه الطبي، حيث أن أغلبية الأشخاص يرتدون الأقنعة لتفادي العدوى السريعة للفيروس. وقد تم منع الأشخاص من دخول مصلحة الاستعجالات الطبية مباشرة بعد تسجيل الإصابات الخطيرة بالأنفلونزا، وذلك بغرض تعقيم المصلحة وتنظيفها من الفيروس الخطير، حيث تم تحويل الغرف المتنقلة "لي بوكس" إلى الشاليهات القديمة. وفي الوقت الذي أكد لنا بعض الأطباء، أن الأمر يتعلق ب«أنفلونزا الخنازير»، نفى رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية البروفيسور سليم نفطي، اكتشاف النوع الحقيقي للمرض إذا ما كان متعلقا بأنفلونزا الخنازير، أم الأنفلونزا الموسمية الحادة، أو نوع آخر، موضحا أن معهد باستور وحده مؤهل لاكتشاف نوعية الإصابات من خلال استعماله لاختبار "بي.سي.ار". من جهة أخرى، كشف البروفيسور نفطي عن تسجيل حالات تتراوح بين 50 إصابة بالأنفلونزا الحادة داخل مصلحته في الأسبوع، مشيرا إلى أن 2 منهم يتعرضون لمضاعفات خطيرة، مشيرا إلى أنه لحد الآن لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لحسن الحظ، موضحا أن هذا لا يعني بأن الخطر مستبعدا، لاسيما إذا تعلق الأمر بأصحاب المناعة الضعيفة، حيث تشكل الأنفلونزا في هذه الحالة السبب الرئيس للمضاعفات والوفيات وهي مسؤولة عن أمراض خطيرة. ودعا البروفيسور نفطي إلى عدم القيام بالتلقيح، لاسيما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لهذا الداء، لتفادي المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها المسنون والمصابون بالأمراض المزمنة والأطفال، مؤكدا أنه في كل مرة يتم تسجيل وفيات بسبب إصابة هذه الفئة بالأنفلونزا. وأمام هذه الوضعية الخطيرة، يظل التلقيح السنوي الوسيلة الأكثر فعالية للتخفيف من حدة الأنفلونزا.