دعا البروفيسور سليم نافتي، رئيس مصلحة الامراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إلى ضرورة اعتماد سياسية وطنية وقائية لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية. واعتبر البروفيسور نافتي في تصريح ل''الحوار'' أن اعتماد خطة وقائية لتلقيح الاطفال الأقل من خمس سنوات والمرضى المزمنين بالإضافة إلى كبار السن سيجنب الدولة والمواطنين مصاريف كبيرة جدا تنتج عن إصابتهم بالفيروس. نبه البروفيسور نافتي الى ضرورة نشر ثقافة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية الذي لا يكلف سوى مبلغ بسيط، لكنه يساعد على التخفيف من مضاعفات الأنفلونزا بنسبة 80 بالمائة كما يقلل من احتمال الوفاة بنسبة 90 بالمائة، وهي أرقام ونسب يراها البروفيسور نافتي مشجعة جدا وتدعو الى اعتماد سياسة وطنية وقائية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بشكل أكثر تنظيما وبخطة تسمح بتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين وبصفة دورية. غياب ثقافة التلقيح قلل من الإقبال عليه ذكر البروفيسور نافتي ان الدول المتقدمة تعتمد سياسة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، حيث تساعد هذه الخطة في التقليل بشكل كبير من مضاعفات المرض والتقليل من فاتورة علاج هذا المرض الموسمي. ورأى البروفيسور نافتي ان الدول التي تعتمد سياسة وقائية استطاعت التحكم في الأنفلونزا التي لا علاج لها إلا بالتلقيح الذي يخفف بشكل كبير جدا من وطأة المرض على المواطن والدولة بشكل خاص. ودعا البروفيسور نافتي الى ضرورة نشر ثقافة التلقيح في المجتمع فالكثير من المواطنين لا يملكون ثقافة صحية وتجدهم يبتعدون بشكل قاطع عن كل انواع التلقيح مع ان التجارب أثبتت فعاليات مختلف انواع اللقاحات في القضاء على الفيروسات او التخفيف من حدتها على الأقل، ويجب في هذه النقطة أن تعتمد وزارة الصحة على حملات تحسيسية وسط المواطنين سواء باستعمال وسائل الإعلام المختلفة كالتلفزيون والراديو والجرائد لتنبيه المواطنين لخطورة الأنفلونزا خاصة أن الكثيرين يجهلون انها يمكن ان تقتل مثلها مثل أي مرض خطير ومفاجئ قد يصيب الإنسان، ومصلحة الأمراض التنفسية والاستعجالات تستقبل سنويا آلاف الحالات التي يصل عدد معتبر منها إلا مراحل خطيرة وحتى الى الوفاة. وأضاف البروفيسور نافتي في ذات السياق قائلا إن ما أشيع في السنة الماضية حول مخاطر التلقيح ضد انفلونزا الخنازير زاد من مخاوف المواطنين من أي نوع من التلقيح لكن الحقيقة عكس ذلك تماما فالتلقيح يساهم بشكل كبير في إيقاف المرض والتقليل من خطورته بصورة كبيرة جدا، خاصة لدى الفئات الضعيفة مثل الاطفال الأقل من خمس سنوات والمرضى المزمنين بالإضافة الى كبار السن الذين تجاوزوا الخامسة والستين عاما، حيث تشكل إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية خطورة كبيرة على صحتهم ونبه البروفيسور نافتي الى ضرورة تلقيح هذه الفئات بصورة مجانية وتحسيسهم بضرورة القيام بذلك لتفادي حصول مشكلات صحية كبيرة لديهم. وتنطلق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية في منتصف الشهر الجاري لكن غياب ثقافة التلقيح وعدم اعتماد وزارة الصحة على حملات تحسيسية لتنبيه المواطنين إلى ضرورة التلقيح جعل الإقبال عليها في السنوات الماضية يتم بصورة ضعيفة. ويرى البروفيسور نافتي انه بات من الضروري أن تساهم السلطات المعنية في نشر ثقافة التلقيح وسط المواطنين لتعويدهم على أخذ التلقيح بشكل مستمر سنويا لتفادي المضاعفات الخطيرة للفيروس وفواتيره المكلفة جدا.