يقول النويري صاحب كتاب نهاية الأدب في الفكاهة راحة للنفوس إذا تعبت وكلت ونشاط للخواطر إذا سئمت وملت لأن النفوس لاتستطيع ملازمة الأعمال بل ترتاح إلى تنقل الأحوال فإذا عادها بالنوادر في بعض الأحيان ولاطفتها بالكفاهات عادت إلى العمل بجد ونشاط. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن النوادر الكفاهية ولكن من المفيد تقديم الطرائف التالية: 1) صاح مدير تحرير إحدى الصحف ومزق المقال الذي حمله إليه أحد المخبرين الصحفيين الجدد أنه طويل جدا.. الرجاء إعادة كتابة المقال بعد حذف التفاصيل الزائدة في الموضوع لأن هذه التفاصيل غير ذات فائدة في العمل الإعلامي فأجاب المحرر وهو يبدي بعض الإستياء حسنا ! وعاد إلى قاعة التحرير وماهي إلاَّ لحظات حتى عاد إلى مدير التحرير وقد اختصر المقال في بضعة أسطر »كان ا لسيد سالينان يقود سيارته بسرعة جنونية في الطريق المبلل، تجري مراسم الدفن الساعة الثالثة بعد الظهر. 2) كان شاب يقود سيارته ويسير وراء شاحنة حمولتها 12 طنا وعند إشارة المرور إضطر السائق إلى التقوف بشاحنته فجأة لدى ظهور الضوء الأحمر وبالطبع إصطدمت السيارة الصغيرة بالشاحنة فنزل سائق الشاحنة من مقعده وتقدم من الشاب الجالس في سيارته التي أصبحت أشبه بالأكورديون وقال له: ماذا تفعل يا بني عندما تريد التوقف ولا تراني إمامك؟! 3) خرج رجل من المسرح مع زوجته وبينما كانا يتأهبان لصعود إلى سيارة الأجرة لاحظ أن أحدهم سبق له أن أشار إليها بالتوقف قبله غير أن هذا الرجل إلتفت اليهما ثم تقدم منهما قائلا بكل لطف. لا بأس إستقلا هذه السيارة بدلا مني فأنا لست على عجل ويمكنني انتظار التاكسي التالي ولكن أطلب منك أن تشعل سيجارتي فقال آسف جدا وفي السيارة قالت الزوجة لزوجها لست أفهمك لماذا لم تشعل للرجل سيجارته! فقال الزوج: أنت اِمرأة حمقاء ينقصك التفكير فلو أنا اشعلت له سيجارته لكن بتبادلنا الحديث وأصبحنا وربما أخذنا السيارة مع بعض وعند الوصول إلى المنزل نضطرإلى دعوته للدخول وربما تكون إبنتنا ماتزال مستيقظة في مثل هذه الساعة فإنه سيتعرف إليها وأنت تعرفين أن إبنتنا حساسة جداً ويسهل التأثير عليها وأعتقد أنها ستحب هذا الرجل الذي أراه وافر الأدب والتهذيب ووسيم وهكذا يعود لزيارتنا في المرات التالية وسيتقدم لطلب يدها وكيف تريدين مني أن أزوج لشخص لا يحمل حتى عابة ثقاب. ------------------------------------------------------------------------ محمد وادفل