يقول النويري صاحب نهاية الأدب في الفكاهة راحة للنفوس، اذا تعبت وكلت ونشاط للخواطر اذا سئمت وملت لأن النفوس لا تستطيع ملازمة الأعمال بل ترتاح في التنقل من حال الى حال فاذ عهدناها بالنوادر في بعض الأحيان ولاطفناها بالفكاهات عادت إلى العمل بجد ونشاط. لا يسمح هذا الحيز باستراض الجوانب الضاحكة من الحياة ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية. 1 ) لم يتمكن الباحثون والدارسون معرفة أصل النوادر الفكاهية ولم تستطع القوانين التي تنظم حقوق الملكية الفكرية والابداعية أن تحفظ الحقوق المادية والأدبية حتى ولو كان الانسان صاحب النكتة والنوادر الفكاهية القديمة تعدل وتحول لتناسب الظروف الطارئة ولم يتوصل الباحثون الى معرفة كيف تظهر النوادر الفكاهية لأنها تبقى مجهولة المصدر وتشكل جزءا من الفولكلور حيث تولد عبقرية الجنس البشري. 2 ) في نهاية الأربعينات من القرن الماضي ألقى النائب الأمريكي فيرنون سميث خطبة طويلة اقترح فيها تعديل القانون الذي يحدد أسعار حلاقة وقص الشعر في مختلف قاعات الحلاقة في الولاياتالمتحدة ومما جاء في الخطبة أن التعرفة يجب أن تكون نسبية حسب كمية الشعر في الرأس والمعروف أن فرنون نائب جمهوري دعا زملاءه النواب على إختلاف توجهاتهم الحزبية ونزعاتهم السياسية للموافقة على تعديل القانون وختم خطابه قائلا: ليس الصلع وقفا على الجمهوريين وحدهم! ، غير أن خصومه الديمقراطيين لم يؤخذوا ببلاغته وقوة حجته وقالوا أن مشروعه غير عادل فالحلاق على حد تعبير المعارضين لمشروع التعديل يصاب بارهاق في النظر عندما يكون بين يديه رأس لامع ويصبح عمله على جانب كبير من الصعوبة واذا كنت ضرورة للتعديل في القانون يجب على الأصلع أن يدفع تعرفة أعلى من التي يدفعها ذوو الشعر وانتهت الدورة البرلمانية برفض مشروع تعديل قانون الحلاقة. 3 ) قال محرر الصفحة الثقافية في احدى الجرائد اليومية في تقديم احدى المجلات » وفي العدد نقرأ مقالا للدكتور مشهور يقدم فيه كتابا جديدا وقلت للمحرر ان دكتوراه السيد مشهور ليست شهادة علمية ولكنها تشمل ثلاث جوانب: صلعة وبذلة وحقيبة ديبلوماسية ومن الواجب توضيح الأمر للقارئ حتى لا تختلط المفاهيم، بقيت ملاحظة وهي أن أصحاب الرؤوس اللامعة من أطيب الناس قلبا وأصفى المخلوقات نفسا كما يؤكد الواقع! «.