أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني د. محمد العربي ولد خليفة، أمس الأول، بهانوي (الفيتنام)، أن الجزائر استطاعت تحقيق أغلب أهداف الألفية، خاصة تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر وتعميم التعليم على الجميع وتعزيز المساواة بين الجنسين في عملية التنمية وكذا تخفيض معدل الوفيات لدى النساء والأطفال وحماية البيئة بفضل التركيز على بناء اقتصاد متنوع قائم على استراتيجية الكفاءة والتنمية المستدامة. ولدى تدخله أثناء مناقشة موضوع «أهداف التنمية المستدامة: الانتقال من الأقوال إلى الأفعال» أمام الجمعية 132 للاتحاد البرلماني الدولي، أوضح رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن المقاربة الجزائرية لتجسيد الفعالية في عالم التنمية تتمثل في «التركيز على التنمية البشرية وذلك بترقية العدالة الاجتماعية والتهيئة العقلانية للعمران ووضع قطاعات الصحة والسكن والبنى التحتية على رأس الأولويات». وشرح في هذا السياق، كيف دعّمت الدولة الجزائرية هذه المكتسبات في مختلف المخططات الخماسية التي جنّدت لها كل الوسائل الضرورية، مستشهدا بالمخطط الخماسي 2015-2019 الذي رصد له مبلغ 262 مليار دولار. وفي سياق آخر، أكد د.ولد خليفة، أن سياسة الجزائر في محيطها الإقليمي، تعكس نظرة وأهداف «النيباد» في دعم مسارات الاندماج من خلال الآليات الدولية والإقليمية والثنائية، ليستعرض بالمناسبة جهود الجزائر في ترقية الأمن الجماعي واعتمادها الحوار والوساطة للوصول إلى حلول توافقية شاملة للأزمات، سواء في منطقة الساحل وباقي إفريقيا أو في مناطق أخرى من العالم من خلال الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أشار رئيس المجلس إلى أن «نقص إصلاح هيئات الحكامة الاقتصادية والمالية العالمية، صعّب من جهود مكافحة الهشاشة»، ودعا د. ولد خليفة في هذا الشأن، إلى تنسيق جهود المجموعة الدولية لدفع عجلة التنمية المستدامة ووضع آليات لمحاربة البؤس والقضاء تدريجيا على الفقر الذي تعاني منه الكثير من المجتمعات عبر العالم، مؤكدا في ذات الوقت «ضرورة إدراج عنصري التعاون والتضامن الدوليين في كل مقاربات النمو الاقتصادي وحماية البيئة والتنمية الاجتماعية التي سيتم تبنّيها لما بعد 2015». من جهة أخرى، دعا رئيس المجلس إلى وضع «نظام متعدد الأطراف يسمح لجميع الدول بالمشاركة في إدارة الشؤون الدولية»، كما حث على تبنّي استراتيجيات موجّهة نحو توسيع أسس النمو، مؤكدا أنّه «يستحيل تحقيق نمو شامل ما لم يكن قائما على مبدإ التنسيق بين جميع الأطراف المعنية في إعداد برامج التنمية وتطبيقها ومتابعتها»،مضيفا أنّه لا وجود لتنمية من دون أمن واستقرار وهما شرطان أساسيان لنجاح أي عملية تنموية اقتصادية أو اجتماعية. وبالمقابل، دعا رئيس المجلس إلى «تعهد دولي وتضافر جهود الجميع من أجل محاربة الإرهاب وتبنّي مقاربة شاملة لإشكالية تمويله»،كما أكد ضرورة «تطبيق المبدأ الديمقراطي لحماية السلم من خلال احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ولا سيما في فلسطين والصحراء الغربية». ... يتحادث مع نظيره الفيتنامي تحادث رئيس المجلس الشعبي الوطني د. محمد العربي ولد خليفة، أمس، بهانوي (الفيتنام)، مع نظيره رئيس المجلس الوطني الفيتنامي، نغويانسينه هونغ، وذلك على هامش أشغال الجمعية 132 للاتحاد البرلماني الدولي (UIP). وقد استعرض رئيس المجلس الشعبي الوطني، خلال هذا اللقاء، العلاقات الممتازة التي تجمع البلدين والشعبين وأكّد ضرورة بذل مزيد من الجهود لتهيئة الظروف المثلى لتبادل الخبرات، لاسيما بين الهيئتين البرلمانيتين اللتين بإمكانهما المساهمة في تعزيز التعاون في شتى المستويات. على صعيد آخر، تطرق الطرفان إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية وأكدا أن مواجهة التحديات الراهنة تتطلّب مزيدا من التنسيق والتشاور. ووجّه رئيس المجلس الشعبي الوطني لنظيره الفيتنامي، دعوة للقيام بزيارة عمل إلى الجزائر.