أعلن رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، عن إنجاز معلم تذكاري لتخليد ذكرى النساء المعتقلات، عوائل المجاهدين إبان الثورة واللائي استشهدن في معتقل تفلفال بدائرة غسيرة وهن سبع شهيدات؛ هاته البلدية التي كانت معقل الثوار، منوّها بالتضحيات التي قدمها سكان المنطقة، كما تم تكريم هؤلاء النسوة. بالمقابل، قامت الجمعية بزيارة إلى منزل الشهيد العقيد سي الحواس، الذي تم تحويله إلى متحف. قامت، أمس الأول، جمعية مشعل الشهيد، رفقة عبد المجيد شيخي، مدير المركز الوطني للأرشيف، ومراد وزناجي المكلف بالعلاقات بالمركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بزيارة إلى منزل الشهيد العقيد سي الحواس الذي حول إلى متحف والمتواجد ببلدية مشونش، أين تم تكريم صديقه المجاهد وأمين قسمة المجاهدين بمشونش علي بوغفيري، الذي قام بمبادرة جعل المنزل متحفا حفاظا على ذاكرة الشهيد، حيث يزوره الطلبة من كل الولايات، بحسب ما أفاد به ل «الشعب»، على هامش الزيارة. من جهته، أكد رئيس بلدية مشونش، عبد الله شاهدي، أن سكان البلدية قدموا تضحيات إبان فترة المقاومة، منها انتصار مشونش في 15 مارس 1844، أين وقعت معركة كبيرة حاول فيها الاستعمار الفرنسي تقويض المنطقة، حيث قام سكانها آنذاك بمقاومته وطرده، مضيفا أن الأفواج الأولى من المجاهدين التي فجرت الثورة ليلة الفاتح نوفمبر 1954 في بسكرة، انطلقت من ذات البلدية بحوالي 36 مجاهدا، وأنه منذ الانطلاقة الأولى للكفاح المسلح كانت مشونش عبارة عن محتشد. زيادة على ذلك، قام وزير الداخلية الفرنسي فرانسوا ميتران آنذاك، بزيارة مشونش في 1956، مما يدل على أن المنطقة كانت لها أهمية كبيرة في السياسة والمقاومة، بحسب ما أفاد به رئيس البلدية. بالموازاة مع ذلك، تنقلت جمعية مشعل الشهيد إلى قرية تفلفال، ببلدية غسيرة، أين تم التكريم الرمزي للنساء المعتقلات عوائل المجاهدين. وفي هذا الصدد، استحسن عبد الحكيم بلقاسمي، رئيس المجلس الشعبي البلدي لغسيرة، زيارة وفد مشعل الشهيد إلى معتقل تفلفال، متأسفا في الوقت ذاته أنه، لأول مرة منذ 1962 إلى يومنا هذا، يتم زيارة هذا المعتقل الشاهد على معاناة نساء المنطقة، الذي لم يحول إلى متحف، كون الميزانية لا تكفي، على حد قوله، مشيرا إلى أن هناك العديد من المعتقلات بالمنطقة لكنها غير معروفة. وفي محاضرة ألقاها الأستاذ الجامعي مصطفى بلقاسمي، أكد أن سكان غسيرة ضربوا أروع الأمثال في التضحية، من خلال 350 شهيد في المنطقة، حيث قامت الإدارة الاستعمارية بسجن العديد من النساء لتضييق الخناق على المجاهدين وتجفيف منابع الثورة، مضيفا أن الاستعمار فكر في مخطط جهنمي لم يسبق وأن قام به في مستعمراته، وهو إنشاء معتقل لسجن النساء عوائل المجاهدين وكان أول معتقل في أوت 1955، يدعى الصالح بن رحمون، الذي جمعوا فيه قرابة أربع نسوة بعدها ارتفع العدد ليصل إلى أربعين امرأة رفقة أطفالهن، قصد إبعادهن عن أزواجهن.