عندما يتجول المرء في قلب مدينة معظم شوارعها تحمل حكاية بطل حمل هم الجزائر في قلبه استطاع بفضل تضحيته أن يخرج المستعمر الفرنسي من بلاده المغتصبة هذا الشهيد لا يستحق أن يكتب اسمه في شارع من شوارع المدينة فحسب بل أن يبقى اسمه محفورا في قلوب الجزائريين جميعا ، ليبقوا شاهدين على التاريخ المشرف لشهيد الوطن شهيد أردت أن احفره في قلوب كل من يقرا سيرته ، شهيد جاء من قلب الاوراس الأشم ترك أهله وعشيرته وفضل الشهادة على أن لا يبقى المستعمر الفرنسي يدنس ارض الجزائر الطاهرة ، اثبت انه ابن الجزائر كلها رغم بعد المسافات بينه وبين أهله ، دماءه الزكية خضبت ارض المنطقة الثانية من الولاية السادسة التاريخية وكتبت حروف اسمه في قلوب كل من عايشه وكل من يقرا سيرته التي تبقى خالدة في الأذهان ..شهيدنا اليوم هو البطل حامدي بلقاسم حامدي بلقاسم بن المبروك ولد سنة 1927 في قرية تاحمامت ، نشأ نشأة طيبة فقد سهر أبوه على تربيته تربية أخلاقية إسلامية. وقام بتحفيظه القرآن الكريم وهو لا يتجاوز 15 سنة. ووجهه إلى زاوية الشيخ الصادق بن الحاج في تيبرماسين لإكمال دراسته، امتاز حامدي بلقاسم بالذكاء وحسن التدبير والنشاط، مما جعله يبرز في وسط مجتمعه في الحركة الإصلاحية والدينية. ويهتم كثيرا بقضايا أمته ومجتمعه. وقد أصبح من أعيان سكان تاحمامت بخاصة وفي عرش غسيرة بعامة. ويتمتع بالاحترام والتقدير لدى كل الطبقات الشعبية منم جراء ما لديه من الفصاحة والشجاعة الأدبية والثقافية السياسية. التحق حامدي بلقاسم بصفوف الثورة من أول اندلاعها. وكان يقوم بالتنقلات المستمرة في مختلف القرى والمداشر لتوعية المواطنين وتوجيههم نحو مساعدة الثورة. كما كان يقوم بجمع التبرعات والاشتراكات وتسليمها إلى قيادة الثورة. كما قام بدور فعال في جمع المئونة وإيصالها إلى مراكز جيش التحرير الوطني. قرب تاحمامت، منها: مركز إفري الحسنى ببلعلى وأورير النسم وغيرها من الأماكن التي تتمركز فيها فرق المجاهدين. وكان من المسبلين البارزين وخاصة سنة 1956. حينما تكون التنظيم الجديد وجاء الأمر بتطبيق قرارات مؤتمر الصومام. التحاقه بالثورة كان بغسيرة سنة 1957 التي كان على رأسها مساعد للقسمة رمضان حسوني ومساعده مزياني عمار وبلقاسمي محمد الشريف وفي هذه الفترة من عمر الثورة أظهر حامدي بلقاسم نشاطا وحيوية.مما جعله يحضى بالثقة لدى مسؤوليه. وفي سنة 1958 عين حامدي بلقاسم من طرف سي الحواس بقسمة سيدي عقبة برتبة عريف أول سياسي مع مساعد القسمة أمحمد مني، وواصل جهاده بكل صدق وأمانة. رقي لملازم أول بقسمة امجدل بالمنطقة الثانية بالجلفة في الولاية السادسة سنة 1959. وفي هذه المرحلة أظهر حيوية ونشاطا في مهمته النبيلة. وكان محل تقدير واحترام لدى المجاهدين والمسؤولين وطبقات الشعب بتلك الجهة، امجدل ومناعة إلى آخره. شارك في عدة عمليات عسكرية منها: العمليات التخريبية قبل التحاقهم بصفوف جيش التحرير الوطني، وذلك بالقيام بتخريب الجسور والطرقات، مع مجموعة من رفاقه المسبلين. وذلك على الطريق الرابط بين تفلفال وتكوت، والرابط بين بسكرة وآريس. كما قام بقطع أعمدة الأسلاك الهاتفية، التي تربط بين تفلفال وغوفي وتكوت، وغيرها من الأعمال التي كلف بها، من طرف قيادة جيش التحرير الوطني، تحت مسؤولية ابن جديدي علي وبلقاسمي محمد بن مسعود. ولما التحق بصفوف جيش التحرير الوطني شارك في عدة عمليات عسكرية حيث شارك في هجومات مع مجموعة من المجاهدين بمشونش بمدفع الحارق "البازوكة" والقنابل المحرقة بمشونش، ثم الهجوم على مركز غوفي وتفلفال سنة 1958 تحت قيادة الملازم الأول رمضان احسوني. كما شارك في معركة بلعلى في شهر رمضان 1957 ومعركة برقوق في 17 جويلية 1958 ثم شارك في اشتباك إيفري لبيض سنة سنة 1958 بقيادة مزياني عمار، وغيرها من المعارك والكمائن. اقتصرت تنقلات حامدي بلقاسم داخل الولاية في قسمة غسيرة وكان ذلك من كاتب القسمة إلى كاتب الناحية بقيادة حسوني رمضان ثم انتقل إلى قسمة سيدي عقبة. وارتقى من كاتب إلى مسؤول سياسي برتبة عريف أول في قسمة سيدي عقبة الناحية الأولى. المنطقة الرابعة. الولاية السادسة لينتقل بعدها إلى المنطقة الثانية من الولاية السادسة برتبة ملازم أول بالناحية الثانية الولاية السادسة. وهكذا أدى واجبه بكل نشاط وأمانة إلى أن نال الشهادة وهو في خندق المعركة التحريرية وذلك بعد الاجتماع الكبير بجبل أحمر خدو في المكان المسمى فوراثني تحت إشراف الصاغ سي الحواس الثاني للولاية السادسة الذي عين فيه كل المسؤولين ووزعهم على مناطق الولاية ومنهم بلقاسم حامدي. استشهد حامدي بلقاسم برتبة ملازم أول سياسي بالمنطقة الثانية في الجلفة بالولاية السادسة، بجبل مناعة بلدية امجدل حاليا، بعد معركة ضد القوات الاستعمارية الفرنسية وقد أبلى فيها المجاهدون الأبطال البلاء الحسن. وكانت المعركة شديدة. استعمل فيها العدو مختلف الأسلحة الثقيلة من المدافع والرشاشات والدبابات وحتى الطائرات. وبعد مقاومة مستميتة استشهد فيها خمسة من المجاهدين، ومن بينهم حامدي بلقاسم. صورة المقال: مجموعة من المجاهدين بالناحية الثانية المنطقة الثانية الولاية السادسة ،من اليمين الى اليسار : عثماني بوحوص، بوعسرية، البهاهي، حساني محمد، بوطراد،هزيل إسماعيل