في تجربة أكاديمية أولى بجامعة البليدة 2 في العفرون، احتضنت نهاية الأسبوع مدرجات شعبة علم التاريخ بدى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الملتقى الوطني الأول حول "متيجة عبر التاريخ"، استعرض خلالها المشاركون أهم الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية، والاقتصادية، وحتى التطوّرات الثقافية والعلمية والفكرية، كما تم عرض أهمية هذه الجغرافية الفسيحة في مشهدها الإعلامي والثوري. على غير المتعارف عليه والمشهور، من أن المتيجة إقليم جغرافي يترّبع على أرض خصبة تعتبر من السهول الفلاحية النادرة في العالم، حاول باحثون وأكاديميون محاضرون في الملتقى الأول الوطني حول المتيجة من بوابة التاريخ، أن يلفتوا انتباه الجميع في مداخلات نوعية، أنه كما لهذا الإقليم المنتشر من بومرداس ساحلا والبويرة شرقا الى تخوم ولاية عين الدفلى غربا وتيبازة بحرا، أهمية اقتصادية تجارية وزراعية، فله أيضا واقع تاريخي زاخر في كل جوانبه، الحضارية والمادية، فتعاقبت عليه شواهد حضارية للرومان والفنيقيين، حتى أصبح إقليما ينعم بتعاليم الشريعة الإسلامية عبر القرون المتعاقبة. وقال الدكتور عبد الكريم تفرغنيت واحد من المقررين في الملتقى، أن الهدف من تنظيم هذا الحدث العلمي، هو إبراز الجوانب التي مرت عبر هذا الإقليم، وليس فقط الحديث عن الجانب الزراعي. ولخّص المشرفون أهداف الملتقى وتلخيصها، في إبراز الملمح الطبيعي والبشري ل " المتيجة ، والحديث عن مآثره والحركات المقاومة التي شهدها، من أجل الحفاظ على الهوية، وأيضا الحديث عن التنوع السكاني والقبائل التي عاشت به، وبيان عادات أهل المنطقة المتوارثة والبائدة، وذكر أهم الملاحم والمعارك التي كانت قبل وخلال ثورة التحرير المظفرة. ولم يغفل المشاركون الحديث عن الجانب الثقافي ومكنونات الموروث الثقافي المتبقي، في إرادة ونية تبيان أن للمتيجة تاريخ " لا يعني و يمس فقط الجانب الزراعي فقط، بل هي مساحة جغرافية عرفت أحداثا وتطورات مسّت كل جوانب الحياة المتيجي في القديم والحديث والزمن المعاصر، وأن الدافع الرئيس يعود، الى أنه من غير المنصف أن يبنى صرح علمي متميز فوق أرض لم تكن أبدا عاقر في الأحداث والتطورات عبر الزمن والمساحة الجغرافية، وهو الاتفاق الذي ساد بين الأكاديميين وأهل الاختصاص.