3 أيام من النقاش الهام بالملتقى الدولي للرواية والسينما، دورة آسيا جبار «من الفيلم إلى الشاشة»، المنظم موازاة مع الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران كانت محل متابعة أدباء ونقال منهم الروائي بشير مفتي الذي أكد ل «الشعب» الخلل الموجود في العلاقات بين المخرج والأديب في الجزائر. التفاصيل في هذا الحوار - الشعب: تتبعتم جلسات الملتقى الدولي للرواية والسينما منذ انطلاقه، ما رأيكم في أبجدية الملتقى؟ بشير مفتي: من خلال مواكبتي لسير أشغال الملتقى، يمكن القول، أن الوعي بأهمية العلاقة بين الرواية والسينما، هو وعي متنام، بحيث يعتبر الملتقى، مكسبا هاما حققته الجزائر من خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي، وعليه، فإن الأولوية تكمن في تثمين الملتقى وتطويره أكثر، انطلاقا من الاعتراف، بأن هناك فعلا نقائص، يتعيّن تداركها، من خلال إشراك مختلف الفاعلين في الحقل السينمائي للإجابة على أسئلة الكاتب بصفة عامة. -في الوقت الذي بدأ العالم يقتنع بضرورة أفلمة الرواية، نلاحظ أن هناك علاقة قطيعة بين المخرج والأديب في الجزائر، هل أثر هذا على نوعية وجودة المنتوج السينمائي؟ أريد طرح إشكالية مرفقة بالإجابة، لماذا المخرج السينمائي في الجزائر لا يقترب من النصوص الروائية الجزائرية، على الرغم من النصوص الروائية، تعالج قضايا الواقع ومشاكل اللحظة الجزائرية، وهل هذا يعود لأسباب، تتعلق بأنّ هذا المخرج لا يقرأ الأدب، وهذه مشكلة كبيرة، لأن أغلب المخرجين العالمين، يطالعون الأدب. ثانيا، هل لأن النصوص الأدبية الجزائرية الآن مكتوبة باللغة العربية، وهذا المخرج لا يحسن العربية، وبالتالي لا يتعب نفسه، وثالثا، يوجد سبب آخر، أراه وجيها. المخرجون في الجزائر، وهي ظاهرة غريبة نوعا ما، يتقمصون دور السيناريست، كما أن الأفلام الجزائرية، حاليا، لا تهتم بالواقع الجزائري وخصوصياته، وأغلبها أفلام تاريخية تمجيدية، ولكن الرواية تحمل الكثير من النقد، عادة ما تتجنبه السينما. -هل هذا يعني أنّه ليست هناك علاقة بين الرواية والسينما؟ لا بل كانت هناك علاقة مدهشة جمعت كلا الفنيين، لكن في نفس الوقت، بقي هناك حذرا كبيرا، خاصة من طرف الأدباء في النظر إلى السينما باعتبارها عملا، يفقد النص الأدبي الكبير من عمقه وثرائه ورؤيته الخاصة وتصنع منه شيئا آخر، يخضع لإكراهات، يعاني منها الإنتاج السينمائي وشروطه المختلفة التي تتحكم فيه قواعد واختصاصات كثيرة، نتمنى في الختام، أن تجد طريقها إلى الحل من أجل صناعة سينمائية قابلة للتصدير.