ارتفاع حصيلة ضحايا العنف إلى 22 قتيلا الأمن يفتح تحقيقا حول استعمال مدنيين أسلحة نارية قام وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أمس، بزيارة عاجلة لولاية غرداية رفقة وفد أمني يتقدمه اللواء عبد الغاني هامل المدير العام للامن الوطني وقائد أركان الدرك الوطني العميد مناد نوبة، للوقوف على الأوضاع المتوترة بعد تجدد المواجهات الطائفية بين المالكيين والإباضيين، و التي أسفرت عن وقوع 22 قتيلا، في حين أشارت مصادر رسمية من قيادة الدرك الوطني إلى أن أجهزة الأمن فتحت تحقيقات في استعمال المدنيين الأسلحة النارية على نطاق واسع في شوارع القرارة. اطلع الوزير الذي كان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل وقائد أركان الدرك الوطني العميد مناد نوبة خلال هذا اللقاء المغلق، على الوضع السائد بالمنطقة، وتابع عروضا بهذا الخصوص قدمتها مختلف الجهات المكلفة بالتسيير الأمني للمنطقة، حسب مصدر من الولاية. وبعد ذلك، تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى مختلف المدن التي مسّتها هذه الأحداث بكل من القرارة وبريان وغرداية، واطلع على الوضع ميدانيا وعلى ظروف نشر قوات حفظ الأمن، حسبما علم من الولاية. عقد لقاءات أخرى هذه الليلة مع المكلفين بحفظ الأمن لإيجاد الوسائل الكفيلة بعودة الهدوء وتفعيل لجنة التنمية والمصالحة التي نصبت الخميس الماضي بغرداية من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية. ويتوخى من ذلك تعزيز الإستقرار والتماسك بين سكان منطقة غرداية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ودعا بدوي، خلال زيارته عدد من أعيان وعقلاء غرداية من مختلف مكونات المجتمع إلى التحلي باليقظة والحكمة لتفادي المواجهات التي تشوه صورة المنطقة والتسامح المرسخ عبر العصور. وقال عدد من المسؤولين المحليين، أن ما يحدث في ولاية غرداية هذه الأيام أمر خطير للغاية، حيث بلغت موجة التوتر فيها مستوى ينذر بعواقب وخيمة على سلامة المواطنين وعلى استقرار وحدة البلد برمته، خاصة بعد ظهور أسلحة حية وأخرى تقليدية، حيث قالوا أن أجهزة الأمن يجب أن توقف من قام باستعمالها ومن خطط لبداية هذه الشرارة. ويأتي هذا عقب نداءات وجهها دعاة الفتنة من أجل تدخل حتى بعض الأطراف الخارجية، هذا و يمثل أحياء القرارة وبريان وغرداية من المجتمع المالكي مجموعة من العروش موزعة على عرش أولاد سيدي السايح، العطاطشة، الحرازلة، أولاد نايل، المخادمة، السعيد، المذابيح، الشعانبة، أولاد زياد، بينما، المخاليف، بالإضافة لعدة عروش من عدد كبير من الولايات. و تواصلت موجة أحداث العنف بغرداية للأسبوع الأول على التوالي، حيث ارتفعت حصيلة القتلى خلال اليومين الماضيين إلى 22 قتيلا وإصابة أزيد من 98 جريحا في مدينتي القرارة وبريان، كما لقي طفل يبلغ من العمر 15 سنة حتفه بسيدي اعباز عندما كان خارجا من المسجد بعد صلاة الصبح. ففي الليلة الأولى قتل 5 أشخاص بعد هجومات منظمة، كما تعرض رجال الشرطة وهم يفطرون بعد الآذان لهجوم بقذائف المولوتف من طرف شباب من بنورة، و تعرض حي بابا السعد ببريان للحرق وتهجير سكانه كاملا، كما تعرضت مناطق بحي أولاد سيدي امحمد وحي أولاد سيدي السايح لنفس الشيء، نفس الحال بحي مليكة عندما أقدم شاب على حرق محلات لتجار من ولاية المسيلة وولاية سطيف غير أن الشرطة لم تتمكن من فرض السيطرة للعدد الهائل من الشباب.