تجددت أحداث العنف بغرداية طيلة اليومين الآخرين بعدة مناطق، بعد أيام قليلة من دعوات التهدئة التي أطلقها وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، إذ سرعان ما أقدموا على خطى تأجيج الوضع وإثارة الفتنة من جديد. وتجددت المناوشات في مدينة بريان في وقت متأخر من ليلة السبت إلى الإثنين بين شباب من الإباضيين والمالكيين، وذلك في نقطة التماس بابا السعد المحاذية للطريق الوطني رقم 01، واستمرت المواجهات إلى الساعات الأولى من صباح أمس، ولم تتوقف إلى حين تدخل قوات الأمن ومكافحة الشغب ووحدات الدرك الوطني وتعزيزها بوحدات أخرى، التي سعت للسيطرة على الوضع وفرض حصار مشدد على كل مداخل نقاط التوتر، وكادت العيادة الصحية ببريان أن تحترق بعد مهاجمتها من طرف مجموعات ملثمة بقارورات الزجاج الحارقة، لولا أن مديرة العيادة وفي ساعة متأخرة اتصلت عدة مرات برجال الأمن لتبلغ عن المجموعات التي هاجمت العيادة بأعداد كبيرة. وغير بعيد عن هذه المناوشات اشتعلت المواجهات من جديد بين حي مليكة وحي سيدي اعباز، غير أن قوات الدرك الوطني ورجال الأمن حاولوا تطويق المكان، لكن لم يجد الأمر نفعا لكثرة الأعداد الكبيرة، ليتم بذلك إصابة أزيد من 21 شخص بإصابات متفاوتة الخطورة، نقلوا بموجبها لمستشفى سيدي اعباز، في مقابل ذلك لم يتم نقل عدد من المصابين خشية التعرف على هوياتهم، بالإضافة لحرق عدة سكنات، حيث تذكر المصادر أن المتسببين في المشكل قدموا من بعض المناطق مباشرة بعد خطاب وزير الداخلية والجماعات المحلية بدراجات نارية. ويأتي تجدد الأحداث من بعض الزمر التي لها أجندات ضيقة، حيث لم ترض بالهدوء وظهور المؤشرات الموحدة والمتفاهمة في الرأي والتقارب في الأفكار بين الفرقاء خاصة في ما يجمع جميع المتساكنين، وراح دعاة الفتنة يبحثون عن سبل إشعالها من جديد، هذا ولم تتوان المؤسسات العرفية بالرد بقوة على المتسببين إذ أرسل المجلس المالكي بغرداية وبريان رسالة شديدة اللهجة حول التنظيم والتخطيط الواضح والممنهج للرد على زيارة الوزير ومحاولة تعكير عودة الهدوء لغرداية من طرف دعاة الفتنة، نفس الحال جاء من أعيان قصر غرداية الذين طالبوا بالضرب بيد من حديد على يد مروجي الفتنة، كما أبرقت بعض الهيئات العرفية بغرداية على غرار عرش المذابيح ومؤسسة الشعانبة، تشبه الوضع الحالي والخطوات التي نتجت عن هذه الأحداث بخطى سابقة وبخطط لإثارة العنف عرفتها المنطقة بعد زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال في وقت سابق.