جدد المكلف بأمور الزاوية التيجانية سيدي محمد الحبيب التيجاني ابن الخليفة العام للطريقة التيجانية دعوة الزاوية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة ثالثة، مؤكدا أن التيجانيين مثل غيرهم من المواطنين يهمهم المساهمة في تطوير الوطن وسيعملون على حشد الأصوات لصالح الرئيس بعد إعلانه رسميا الترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضح محمد الحبيب، أمس في ندوة صحفية نشطها بالمركز الدولي للصحافة بالقبة بالعاصمة، أن قرار الزاوية مناشدة رئيس الجمهورية الترشح لعهدة ثالثة نابع من قناعتها انه الأولى للبقاء في سدة الحكم لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار، مضيفا أن بروز محاسن الرئيس ومنها مساهمته في إطفاء نار الفتنة التي عاشها الجزائريون طيلة عشرية كاملة جعلت الزاوية تناشده بقوة للترشح لعهدة ثالثة وإكمال مسيرة البناء والتشييد التي شرع فيها منذ عشر سنوات وأردف قائلا في سياق تبريره لأسباب مناشدة الزاوية الرئيس بوتفليقة للترشح لرئاسيات 2009 بوتفليقة اثبت قدراته فقد أطفا نار الفتنة التي كادت أن تأكل الأخضر واليابس ونحن رفعنا معه راية السلم والمصالحة والآن نحن نفهم أن للرئيس مشاريع أخرى تخدم الوطن فهذه الأسباب جعلتنا كبقية المواطنين نناشد الرئيس لكي يترشح لعهدة ثالثة. وفي رده على سؤال الشعب الخاص بإمكانية مساهمة التيجانية في جمع الأصوات لصالح الرئيس بوتفليقة بعد إعلانه رسميا الترشح للانتخابات الرئاسية قال المكلف بأمور الزاوية التيجانية أن قضية ترشح الرئيس تهم كل الجزائريين وكل واحد منا سيباشر عمله كما سيباشر الرئيس عمله مشيرا إلى أن من بين مقدمي الطريقة التيجانية من هم الآن على رأس أحزاب سياسية وأكيد سيعمل كل فرد في مجاله مراهنا في الوقت نفسه على أن تكون نسبة مشاركة التيجانين في هذه الانتخابات مرتفعة كما كانت في .2004 من جهة أخرى وفي رده على سؤال يتعلق بموقف التيجانية من إحداث بريان ومدى مساهمتها في إخماد نار الفتنة بالمنطقة أوضح محمد الحبيب أن وفدا من الزاوية تنقل بعد الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة لمواساة أهلها إضافة إلى عملها حاليا على لقاء أعيان المنطقة لإطفاء نار الفتنة وفي هذا الصدد أكد أن تجاوز الخلافات بين الطوائف لا يكون إلا بالعودة إلى الكتاب والسنة. وعن الصراع القائم بين الجزائر والمغرب حول نشأة الطريقة التيجانية أكد محمد الحبيب أن الطريقة التيجانية جزائرية المنشأ بحكم مولد مؤسسها سيدي احمد التيجاني الذي ينتسب إلى منطقة عين ماضي الواقعة بولاية الاغواط مشيرا إلى أن كل المصادر حتى تلك التي ألفها المغاربة تؤكد أن مؤسس التيجانية جزائري المولد قبل أن يضيف أن منبع الطريقة التيجانية جزائري وانطلقت من ابن بار من الجزائر وعليه لا داعي لقول هؤلاء أن التيجانية هي مغربية المنشأ بحكم أن مؤسسها مدفون بأراضيها فالنسب بحكم المولد وليس بالوفاة. وحرص محمد الحبيب في الندوة الصحفية على التعريف بالطريقة التيجانية ومؤسسها فبعد أن ذكر بمولد ونشأة سيدي احمد التيجاني واهم ما ميز مراحل حياته الأولى التي قضاه في التعلم في مدرسة قرآنية بمنطقة عين ماضي وكيف كان نابغا منذ طفولته، عرج على مراحل حياته وهو شاب وكيف ضل يترحل بين تلمسان ومنطقة عين ماضي وفاس بالمغرب بحثا عن منابع العلم والتتلمذ على يد الشيوخ وكيف كان يتعرض إلى مضايقات الأتراك الذين فرضوا عليه الخروج من منطقته إلى منطقة أبي سمغون التي انشأ فيها دار أصبحت محل تدريس ومذاكرة وذكر محمد الحبيب أن بهذه المنطقة انشأ الطريقة التيجانية وبدا الناس يتتلمذون على يديه للأخذ بها غير أن دوام الحال من المحال فقد طالت يد الأتراك سيدي احمد التيجاني وأمرت سكان قرية بني سمغون بإخراجه وإلا تعرضوا للحصار فكان له أن خرج منها وعمره 63 سنة باتجاه فاس سنة 1213 التي مكث فيها 17 سنة إلى أن توفي بها سنة .1230 وحققت الطريقة التيجانية حسب ابن الخليفة العامة للطريقة التيجانية انتشارا واسعا في مختلف بقاع العالم إذ يقدر عدد أتباع الطريقة التيجانية حوالي 350 مليون مريد تيجاني فيما يوجد للطريقة زوايا بكل ولايات الوطن ومدارس قرانية يحرص التيجانيون من خلالها على تلقين مبادئها وعلومها.