اعترف السيد شريف رحماني وزير البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة بوجود خلل على مستوى الميكانيزمات التي تحكم آليات تسيير مرافق السياحة في بلادنا، مما انعكس سلبا على انتعاش هذا القطاع وادى الى تأخر عجلة نموه بسبب انخفاض نسبة اكتساب التقنيات الحديثة في ميدان الاتصال والاعلام لدى متعاملي قطاع السياحة، حسبما اوردته دراسة حديثة اجرتها الوزارة الوصية. وابدى المسؤول الاول عن القطاع معاينته هذه خلال كلمة القاها بمناسبة اشرافه على افتتاح اشغال ملتقى حول تعميم استعمال التكنولوجيات الجديدة لدى وكالات السياحة والاسفار والفنادق، حيث اكد الوزير ان الوقت قد حان لاستدراك هذا التأخر، لا سيما ان العالم قد خطى منعرجا واسعا في ميدان السياحة التي جعلت منه مصدرا رئيسيا للدخل، مما يجعل الجزائر ملزمة بانتهاج هذا المنعرج. فبعد ان وضعت الوزارة استراتيجية جماعية لتسيير القطاع، ها هي اليوم تتجه نحو انشاء استراتيجية فردية تتناول وضعية المتعاملين على حدى، بما فيهم وكلاء السفر، السياحة، النقل، وغيرهم من الفاعلين في الميدان، وذلك من خلال اعادة هيكلتهم وتأطيرهم، بحسب ما تقتضيه السياحة في يومنا، والتي اخذت حجما واسعا عبر كامل اقطار العالم، دون ترك فراغ للضعفاء والنشاطات الفردية البسيطة. من جهة اخرى، اكد السيد شريف رحماني استعداد الدولة للنهوض بالقطاع ومساندتها الفعالة للمتعاملين في مجال السياحة، مشيرا الى ان الدعم الاكبر يجب توجيهه لانعاش جانب الاتصال والاعلام، لا سيما »الانترنت« التي ستلعب دورا هاما في التعريف بثرواتنا الطبيعة وجمال بلادنا، مما ينعكس ايجابا على استقطاب السياح. اما بخصوص اشغال الملتقى، فأوضح الوزير انها ستتم وفقا لورشات في اطار تجسيد مخطط تحسين نوعية الخدمات والمرافق السياحية الجزائرية، المنبثق عن المخطط التوجيهي لتهيئة السياحة في آفاق 2015 2025 بحيث ستجمع هذه الورشات اخصائيين ومتعاملين، الى جانب الفاعلين في سلسلة السياحة. وينتظر من هذه الورشات كأهداف اولية التوصل الى استدراك التأخر الحاصل في مجال تنظيم وكالات السياحة والسفر، فضلا عن مرافقتهم في مسار عصرنتهم واعادة تأهيليهم، بالاضافة الى خلق روح منافسة بين المهنيين، الامر الذي من شأنه النهوض بهذا المورد الهام والتوصل الى تقديم خدمات سياحية تتجاوب مع المعايير المعمول بها دوليا. وتجدر الاشارة في هذا المجال الى ان المدرسة العليا للسياحة قد فتحت فيما سبق فروعا للتكوين في هذا الميدان، بتأطير من اخصائيين وخبراء في السياحة والفندقة، قصد اعداد اطارات المستقبل في مجال سياسة السياحة الالكترونية.