أكد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، السيد شريف رحماني، أمس على ضرورة استعمال التكنولوجيات الحديثة في الخدمات السياحية والترويج للمنتوج السياحي الجزائري وتطوير القطاع الذي يعرف حركية كبيرة باستغلال الفرص المتاحة في التكوين وتبادل الخبرات لامتلاك التكنولوجيات الحديثة في الإعلام والاتصال. وشدد الوزير في ملتقى حول التكوين في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في تسيير الفنادق والحجز من طرف وكالات السياحة والأسفار نظم أمس بفندق الأوراسي على أهمية الاستفادة من ورشات التكوين وترجمة ذلك إلى الواقع من اجل ترقية المنتوج السياحي وتحسين الخدمات للاندماج في السوق العالمي. واعترف رحماني أمام المتعاملين ووكالات السياحة والأسفار أن الجزائر لاتزال متأخرة فيما يخص استعمال الانترنت في السياحة، حيث تبقى بعيدة عن استعمال هذه التكنولوجيا خاصة في ميدان حجز التذاكر، حيث أن 50 بالمئة من حجز تذاكر السفر في العالم تتم عبر الانترنت، بينما لا تزال الجزائر تتبع الطرق التقليدية، داعيا في الصدد إلى استغلال فرصة انعقاد الورشات للتحسيس باستعمال الطرق الحديثة والتحكم فيها "حتى لا تبقى الجزائر غائبة عن السوق العالمية في المجال السياحي خاصة أنها تملك قدرات هامة" . واعتبر المسؤول الأول على قطاع تهيئة الإقليم والسياحة أن الحضور في السوق العالمي يتطلب الاندماج في المنعرج الهام وهو استعمال التكنولوجيات الحديثة، مذكرا في هذا السياق بوجود أربع توجهات في المرحلة ما بين2010 و2015 وتتعلق باندماج كل الفاعلين في السياحة على المستوى العالمي من خلال خلق فضاءات وأسواق جديدة منها فضاء في دبي في مساحة 81كلم مربع ل15مليون سائح منتظر في2012 بالإضافة إلى منتوج جديد يتمثل في حظيرة للتنزه وكذا الرياضة الصحراوية والحجز بسرعة. ودعا رحماني بمناسبة تنظيم الورشات التي تجمع المهنيين والمتعاملين ومختلف عوامل الشبكة السياحية إلى إحداث تغيير في الميدان من خلال استغلال فرصة التكوين والمرافقة والدعم الذي تمنحه الوصاية، مشيرا إلى أن الرهان اليوم هو الموارد البشرية التي تحسن استعمال التكنولوجيات الحديثة في تسيير الفنادق والحجز. وذكر المتحدث بأهمية الورشتين "هوتيكس" و"امادويس" اللتين تهدفان الى استدراك التأخر فيما يخص تنظيم وكالات السياحية والأسفار ومرافقتها من اجل تأهيلها في إطار مخطط الجودة والنوعية خاصة فيما تعلق باستعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، خلق روح المنافسة بين المهنيين في السياحة لتحفيز ظهور إنتاج سياحي يتماشى مع المعايير الدولية في مجال تقديم الخدمات. من جهته أشار المدير العام للمدرسة الوطنية للسياحة محمد حفاظ إلى تطور الجانب التجاري للصناعة السياحية بالنظر للتقنيات الجديدة للتسيير. مؤكدا أنه تم تسجيل تقدم كبير في استعمال التكنولوجيات الحديثة التي كانت-حسبه -غائبة تماما في النشاط السياحي وذلك من خلال برنامج تكوين للطلبة وكل المؤسسات والهياكل التابعة للقطاع حيث تم إدراج تجربة مجمع "هوتيكس" للاتصال والإعلام المختص في تسيير وتسويق خدمات الفنادق الفخمة والرفيعة وتجربة مجمع "امادويس" المختصة في حجز أماكن بالفنادق عبر وكالات الأسفار والسياحة الكبرى عن طريق شبكة الانترنيت في التدريس، وساهم "هوتيكس" المتواجد عبر موقعه بالانترنيت بالجزائر منذ 2002 في تكوين لحد الآن الآلاف من الأعوان في مجال السياحة لترقية مقصد الجزائر السياحي. وحسب مدير المدرسة، فإن للجزائر العديد من الايجابيات التي تمكنها من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة التي تساهم في تحقيق الجودة والنوعية السياحية بالجزائر، مؤكدا على أهمية منظومتي "هوتيكس" و"امادويس" الإعلامية في عصرنة التكوين وترقيته تماشيا مع متطلبات السياحة الراهنة. يذكر أن المخطط المدير لتهيئة السياحة في الجزائر ينص على تحقيق خمس حركيات تهدف إلى تثمين وترقية الاستثمار في المجال السياحي وتحسين نوعية الخدمات ومقصد الجزائر السياحي إلى جانب تعزيز وعصرنة التكوين وإنجاز منتوج سياحي رفيع.