انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، السيد أبو جرة سلطاني، مزاعم بعض وسائل الإعلام وقلة من النخب من أن نسبة المشاركة في الإستحقاق القادم ستكون ضعيفة بسبب عزوف الناس عن القيام بواجبهم الإنتخابي. وأكد أبو جرة في منتدى التلفزيون، أن هذه المزاعم لا تدور إلا في مخيلة هؤلاء ولا تستند إلى أية دراسة أو سبر للآراء أجري في هذا الشأن، فكيف حكم هؤلاء على مشاركة الجماهير في الإنتخابات يتساءل نفس المتحدث الذي يضيف بأن الجولة التي قادته مؤخرا إلى عشر ولايات وشملت مناطق في الجنوب والغرب والشرق بيّنت له حرص جماهير هذه المناطق على القيام بواجبهم الإنتخابي يوم 9 أفريل القادم، بل وتساءلوا أين أنتم، على حد تعبير رئيس حمس . ويوضح أبو جرة، أن الهدف من المقاطعة لم يكن واضحا لا في السابق، أي خلال مختلف الرئاسيات السابقة بدءا بسنة 1995 ومرورا على سنتي 1999 و2004 ولا في الموعد السياسي القادم ليستخلص أنه في يوم 10 أفريل المقبل سيستيقظ الناس ومن معهم دعاة المقاطعة على رئيس جديد منتخب دستوريا وجماهيريا، فليكفّ هؤلاء نهائيا عن الحديث الفوضاوي الذي لن يثني من عزيمة الشعب الجزائري عن المشاركة أولا في الحملات الإنتخابية ومن ثم تسجيل حضور مكثف يوم الإقتراع. ويسجل رئيس حركة مجتمع السلم ملاحظة قد تثير حفيظة حلفائه في التحالف الرئاسي عندما يؤكد على أن التيار الإسلامي هو من يحرك الشارع الجزائري، لكن أبو جرة سلطاني لم يوضح أي جهة في التيار الإسلامي يقصد، هذا الأخير ظل بدوره منقسما على حاله وفشل في توحيد صفوفه في المدة الأخيرة. لا شك أن للحركة قاعدة شعبية لا يستهان بها لكن أطرافا أخرى في التيار الإسلامي تشاركه إلى حد كبير هذا الوعاء الشعبي كأنصار الشيخ عبد اللّه جاب اللّه الذي أثبت في عدة مناسبات على اكتساحه واستحواذه على حصة هامة من القاعدة الشعبية المنتمية للتيار الإسلامي، وفضّل الإنسحاب من السباق الرئاسي لقناعات شخصية، فضلا عن أطراف أخرى ذات وزن، لا تزال تنتمي إلى نفس التيار. غير أن حركة حمس التي لم تكن معنية بالتحالف مع التيار الإسلامي، فضلت عدة سنوات التحالف في إطار الأحزاب ذات الوزن الثقيل التي سبق لها وأن دعمت ترشح الرئيس بوتفليقة في اقتراع (2004) ومتحمسة لأن تلعب نفس الدور خلال الانتخابات الرئاسية القادمة بدعواتها المتكررة له لإعلان ترشحه الذي قد يتم خلال الأيام القليلة القادمة. وإن كانت حمس ترى أن الرهان في الرئاسيات لا يكمن في المقاطعة أو المشاركة بقدر ما يكمن في تفضيل خيار الاستمرارية، فإن العدة تكون قد أعدت لمواجهة أي طارئ قد يقلل من حماس المواطنين للتنقل بكثافة نحو صناديق الإقتراع من خلال تسطير برامج مكثفة للتعبئة والتحسيس يقول أبو جرة سلطاني الذي لم يخف ثقته التامة في حركته القادرة عن إقناع الجزائريين للإنتخاب بحسب ما يعتقد . هذا الرهان لا تواجهه فقط حركة مجتمع السلم، بل أن أحزابا وشخصيات أخرى معنية مباشرة برئاسيات أفريل القادم، ستسعى من جهتها إلى ضبط برامج مكثفة على غرار ما يحدث على مستوى بقية أحزاب التحالف الرئاسي، أي الأرندي والأفلان وكذا بالنسبة لأحزاب أخرى تسعى للعب أدوار متقدمة في عمليات التعبئة والتحسيس قصد إعطاء دفع قوي للحملة الإنتخابية وبالتالي تحفيز أكبر عدد ممكن من المواطنين للإنتخابات بكل حرية.