بادرت شركة سوناطراك ككل موسم اصطياف إلى تنظيم مخيمات صيفية لفائدة عائلات عمالها مرة أخرى عبر مختلف ولايات الوطن الساحلية على غرار مخيم افتيس بجيجل، الذي يضم 200 عائلة من مختلف مناطق الوطن، وقد تمّ برمجة العطلة الصيفية بهذه المخيمات على أربعة دورات تضم الواحدة منها 50 عائلة، حيث انطلقت الدورة الاولى في 24 جويلية وانتهت في الفاتح أوت، فيما بدأت الثانية في الثاني أوت الى غاية 12 منه، والثالثة من 14 أوت الى غاية 20 منه والاخيرة من 25 من نفس الشهر الى غاية الثالث من سبتمبر. وفي هذا الصدد، أكّد بن منقور محمد مدير المخيم ل “الشعب”، أن العملية هي استمرار لما دأبت عليه سوناطراك سنويا، تعطي لعائلات عمالها فرصة التمتع بهذه المنطقة السياحية الجميلة في مراكز للتخييم مع توفير كل الخدمات المرافقة من أجل قضاء عطلة صيفية ممتعة، وهي أيضا فرصة للاحتكاك بين الاطفال القادمين بين مختلف مناطق الوطن والاطلاع على احدى المناطق السياحية التي تزخر بها الجزائر. وأكّد نفس المسؤول أن طلبات العائلات على هذه المخيمات تشهد ارتفاعا مستمرا، مشيرا بأن الشركة تحاول تلبيتها بقدر المستطاع من خلال وضع كل التجهيزات اللازمة في خدمة العائلات المصطافة من أجل قضاء عطلة مريحة. ونظرا لأهمية المخيمات الصيفية والدور الذي تلعبه في تعليم وتربية الطفل من جهة والترفيه والتسلية من جهة أخرى، وذلك بفضل البرنامج الثقافي والترفيهي والفني الذي يتم تسطيره كما جرت العادة، حيث تقام خلال العشرة أيام التي يقضيها الاطفال في المخيم نشاطات ثقافية متنوعة تجدد لديهم طاقتهم الفكرية والجسدية، حيث وقع الاختيار هذه المرة حسب ذات المسؤول على مجموعة من الفنانين والمنشطين من غرداية لإمتاعهم بأنواع موسيقية متنوعة وايقاعات مختلفة، بالإضافة الى تعليمهم الرسم وتنظيم عروض أزياء خاصة بالصغار، والكثير من الأنشطة الرياضية . أما بالنسبة للبرنامج الخاص بالكبار، أوضح بن منقور أنه يشمل ألعاب دومينو، تنظيم مسابقات لأحسن الاكلات والحلويات، أحسن صينية شاي خاصة بالنسوة، وتنتهي الدورة بسهرة توزع فيها الجوائز على الناجحين. ولم يفوّت منقور محمد أن يذكر بأهمية هذه المبادرات الترفيهية للعائلات القادمة من جميع مناطق الوطن بهدف الترفيه عن النفس والاستجمام، والدور الذي تلعبه مثل هذه الفضاءات في تكوين علاقات اجتماعية وصداقات جديدة بين العائلات. وفي هذا الصدد، لم يخف علينا السيد منقور عما حدث معه هو شخصيا في احد المخيمات عندما وقع اختيار ابنائه الذين كانوا برفقته على اخت طبيبة تعمل بالمخيم انتهت بزواجه منها بعد أن بقيت أرملة لسنوات عديدة. ودعا الشباب في الاخير الى اكتشاف بلادهم بتنظيم رحلات الى مختلف المناطق التي يزخر بها الوطن، كما وجّه رسالته لكل الجزائريين الذين يفضلون التوجه لدول أخرى فيقول: “عندنا أماكن خلابة أحسن من البلدان المجاورة، أماكن لا توجد في بلد أخر، يخصنا فقط الإمكانيات بتوفير فرص للشباب وتشجيعهم على العمل وخلق فضاءات تقدم الراحة الأفضل بدل توجههم إلى دول أخرى، كما أن السياحة في بلدنا تحتاج لكل جزائري وجزائرية كونها تخلق فرص عمل وخاصة بالفترة الصيفية،ونقول ساهم في أن يستنفع أولادنا ونشجعهم على العمل، بدل أن تخسر دراهمك بدول خارج الجزائر، ولم لا والرفاهية في الجزائر موجودة بما يتوفر من مناظر خلابة تبهر جميع زوارها عبر مختلف ولايات الوطن. متنفّس للعائلات والأطفال لقيت المبادرة التي تقوم بها شركة سوناطراك استحسان العائلات المستفيدة من مراكز التخييم، خاصة وأنها ناجحة، يشهد لها بالتنظيم والتسيير المحكم. وفي هذا الصدد عبرت كاتيا قرامدي من العاصمة ل “الشعب” عن سعادتها بالمشاركة قائلة: «إنه مخيم رائع منح فرصة أخرى للالتقاء بصديقات سبق أن التقيت بهن في مخيمات سابقة، وقد استمتعت حقا بهده الدورة لثرائها بالنشاطات التثقيفية والترفيهية، بالاضافة الى الخرجات التي قمنا بها الى العديد من المناطق بجيجل والتي نالت اعجابي كونها منطقة سياحية بامتياز، خاصة وأنها تشتهر بكورنيش رائع الجمال يجمع بين البحر والجبال الممتدة حتى حدود بجاية، بالاضافة الى كهوفها العجيبة التي تستقطب الزوار من كل حدب وصوب”. وشاطرتها الرأي لوصيف عقيلة، أستاذة من قسنطينة قائلة: “المخيمات أو الرحلات الترفيهية تعود بفوائد جمة على المصطافين سواء كانوا صغارا أم كبارا فوائد، حيث تساهم في التنفيس وتفريغ جل الانفعالات الناتجة عن الحياة اليومية، كما تتيح للطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره وتفريغ طاقته من خلال منحه فرصة للإبداع واللعب والتمتع بمناظر الطبيعة و اللعب في الهواء الطلق”. وعن جولاتها منذ قدومها لجيجل عبرت عن انبهارها وعشقها لكل ما تحمله الطبيعة من مناظر ساحرة قائلة: “قمنا بعدة جولات ترفيهية، وصلنا الى أبعد منطقة مثل يما قوراية ببجاية، دون أن أنسى الكهوف العجيبة التي ذاع صيتها ما جعلها تلقى اقبالا متزايدا من طرف السياح المحليين والاجانب وشواطئها الخلابة التي تأسر العقول والقلوب بجمالها الاخاذ، بما في ذلك جبالها، وخاصة أنني متخصصة في دارسة علوم الأرض وهو ما يجعلني أجد نفسي فيها أكثر من غيري في مثل هذه الطبيعة الخلابة، فمن لا يحب الطبيعة ويقبل فقط على البحر فهو لا يفهم معنى السياحة والتمتع بالمناظر، وما خلق الله من جزر ومناظر خلابة”. واستطردت لوصيف عقيلة قائلة: “إن ما نراه في الخريطة الجغرافية تجسده الطبيعة أحسن، وهذا ما يشدك أكثر، فمن يسيح في الأرض ويتأمل في ملكوت السماء والأرض، يرى حتما عظمة الله في خلقه، ومن يقول أن الجزائر ليست جميلة يكذب، فلا يوجد أحسن منها من ناحية الجبال والسهول، ومن حيث المظاهر الطبيعية بصفة عامة”. وتواصل متحدثة عن طابع الاختلاف والتنوع الموجود بالجزائر من منطقة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى قائلة: “ما شدني أكثر طابع الاختلاف، فأي منطقة نتوجه اليها تجعلنا نجزم أنها الاجمل في الجزائر كلها، وهنا يكمن السر، لان الاختلاف الذي يميز كل منطقة تزخر بها بلادنا عن الاخرى تأسرك اكثر”. أما كريمة من بشار فعبرت عن رأيها قائلة: “تتعدد أشكال قضاء العطلة الصيفية من أسرة إلى أخرى، ولكن في مجملها فرصة هامة للآباء من أجل توفير جو مريح لأبنائهم من خلال دمجهم في المخيمات الصيفية لما لها من أهمية في تطوير مهارات الطفل وتعزيز قدراته الفكرية وإتاحة له فرصة بناء علاقات صداقة مما يجعل إجازته ممتعة ومفيدة، خاصة وأنها تسهر عليها مؤسسة حكومية والمتمثلة في مؤسسة سوناطراك. لهذا حرص رب العائلة هذه السنة على تسجيلنا بالمخيم الصيفي كونها ذات أهمية بالغة ولها فائدة على الجميع، حيث تخلق جوا خاصا وتساعد على التعرف والاطلاع على مختلف العقليات التي تجتمع في مكان واحد، ويصبح الجميع كعائلة واحدة، كما لها دور فعال للأطفال حيث تكون فرصة لتفريغ الشحنات النفسية وتزرع فيهم قيم الحوار والمشاركة والتعاون، وتساعد الجميع على تطوير علاقاته والانفتاح على الآخرين وتوطيد وبناء علاقات متينة تدوم لزمن طويل، كما تكون فرصة للطفل لإبراز مواهبه خصوصا وما تقدمه المخيمات من متعة واستجمام وترفيه”. نصيرة بن صافي زوجة بن منقور مدير المخيم تعبّر عن ولعها بالطبيعة ومساعدتها لزوجها في ترتيب وتسيير بعض الأمور الخاصة بالمخيم قائلة: “تساهم المخيمات في اللقاء والجمع بين العائلات من مختلف ولايات الوطن بغرض تشكيل همزة وصل بين أبناء الوطن عبر مختلف ولايات الوطن، وبمشاركة منشطين ورجال امن يسهرون على راحة الجميع منذ وصولهم لعين المكان، كما تعمل على تقريب المسافات وربط العائلات، حيث وجدوا مفاجآت تنتظرهم بعدة مناطق من زيارة مناطق سياحية ومواقع أثرية وأخرى تاريخية الهدف منها تعريف الأطفال بما تزخر به الجزائر واكتشاف كل كبيرة وصغيرة بأعينهم”. وتضيف قائلة: “المخيم شيء رائع بالنسبة للعائلات كونه هناك من تزوج واختار أو اختارت شريك حياتها من المخيم، وطبعا كل سنة نشارك فيها وفي كل دورة نلتقي بعائلات جديدة، وهناك من تلتقي كل سنة بنفس المكان، هي أوقات جميلة نقضيها بين شاطئ البحر والمطبخ والسهرات الليلية، حيث يلتئم شمل الحضور ومن مختلف مناطق الوطن في محطة واحدة فيحتك جميعهم ببعضهم البعض، وبانتهاء المخيم يفترق الجميع بذرف دموع الوداع بعد أكثر من أسبوع من التآلف والمحبة”. وتواصل الحديث عمّا شهدته من خلال مشاركتها المتكررة بالمخيمات الصيفية فتقول: “صادفتنا كثيرا حالات أين سمعنا بنهاية سعيدة بين العائلات، فتجد خطوبات وزواج، كنت احتار لما اسمع ذلك وبعدما حدثت معي تأكدت أنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل، وكان المكتوب أن التقيت بزوجي في المخيم”. نجاة تبري من بسكرة هي الأخرى تحدثت عن جمال الشواطئ بجيجل قائلة: “عندما يقودنا الحديث عن طبيعة بلادنا فلن ننتهي من الحديث من التنوع الموجود من وديان وشواطئ وجبال، حيث زرنا العديد من الشواطئ بسيدي عبد العزيز، الطاهير، العوانة، وطبعا ليست المرة الأولى، فكل عطلة صيفية نقبل على ولاية جيجل نراها بشكل أروع، وهذه المرة السابعة التي نخيم فيها بهذه المنطقة حيث تستمتع النساء بهذه الاجواء الممتعة في ظل الخدمات التي يوفرها منظمو المخيم للمصطافين”. تجنيد الأمن زاد المكان بهجة ومن جهته اكد بن قايد عبد الوهاب ل “الشعب”، وهو مراقب بالمخيم بأن الأوضاع على ما يرام منذ انطلاق المخيم والأجواء جيدة، وعبر عن أمله في ايجاد حل نهائي لمشكل الانقطاع في المياه الذي يعرفه المخيم من حين لاخر، مشيدا بدور الامن الذي يقوم بواجبه على اكمل وجه ويسهر ليلا نهارا على راحة العائلات وهو ما استحسنه الجميع، على حد قوله. فيما أشاد السيد شليم مختار رئيس الأمن بما يقدمه المخيم من راحة للعائلات كونه نظيف ونقي والأمن يقوم بدوره ليلا ونهارا على أكمل وجه، أما السلبيات فتكمن في نقص مياه الشرب بالمنطقة، حيث طلب من الجهات المعنية ايجاد حل للمشكلة حتى لا ينعكس ذلك سلبا على المصطافين. واعتبر أن المخيم من أحسن المخيمات الموجودة على القطر الجزائر رغم بعض النقائص، فما يميز المكان كونه محيط بالأشجار وقريب جدا من شاطئ البحر، وعلى الضفة الأخرى تقابله جبال ما أعطى للمكان جاذبية مميزة، وكون المكان يربط بين ولايتين بجايةوجيجل ما سهّل التنقل وزيارة عدة محطات، وهذا ما راق للكثير من العائلات.