كلمة ملائكة أوملاك تعني الرحمة، الطهر، العفاف و.. كل الخصال الحسنة وقد أطلق هذا اللقب على أصحاب المآزر البيضاء وأقصد هنا عمال القطاع الصحي من أطباء وممرضين، لأنهم من المفترض أن يكونوا كهذه المخلوقات الطاهرة فهم يسكنون الآلام ويرافقون المرضى وهم في أشد لحظات ضعفهم، لا يتخلون عنهم بعدما تخلت عنهم صحتهم وخارت قواهم وخانتهم أعضاؤهم، يبثوت فيهم الأمل يساعدونهم على تجاوز محنتهم بل ويكونون السبب في شفائهم بعد اللّه طبعا، هذا ما يجب أن يكون وليس غير هذا ولكن..ولكن دعوني أقول لكم أن هذا ليس في الحقيقة لانظرية لحقائق أمر من العلقم، ولا أتصور أنكم تعارضون ما أقول، فمن منا لم تصفعه معاملة عمال هذا القطاع الحساس وقبل ان يعترض منكم معترض وإن كنت أشك في ذلك، إليكم هذه الواقعة لتحكموا على ذلك بأنفسكم: حدث هذا الاثنين الماضي في مصلحة طب العيون لمستشفى مايو الجامعي بباب الوادي شاب رفقة والده المسن إصطحب والدته المقعدة أي نعم مقعدة، و لاتقوى حتى على الوقوف كان يحملها بن يديه، حتى حاجتها تقضيها في الحفاظات المخصصة لذلك، المهم قصدت هذه المصلحة للعلاج لأنها أصيبت بالعمي في كلتا عينيها ولم تعد تر شيئا ويجب أن تعلموا أن حتى الموعد جلب بالمعرفة، توجه والد هذا الشاب حاملا معه الوصفة الطبية للممرضة كي تتمكن زوجته المسكينة من الدخول الى الطبيب المعالج، فصدم بهذه الأخيرة تمنعه وتصده بل وترسله الى مستشفى آخر وكأنه جاء للنزهة أوتعفون ما كان السبب؟ لأن هذه السيدة المقعدة لم تأت ولم تلتزم بموعد كان قد أعطي لها في وقت سابق، تصوروا رغم أن حالتها تغني عن كل سؤال، لكن هذا كله لم يحرك في هؤلاء القوم وتر الشفقة في قلوبهم، سبحان اللّه، فبأي حق يحدث هذا وهل هناك قانون دولي أو أي قانون يمنع على مريض يتخلف عن موعد سابق من العلاج أوحتى من مجرد الكشف؟! أنتم مع م.. ر..ي..ض..ة أفلا تعقلون؟! ما الفرق الآن بينكم وبين اليهود وما يفعلونه في شعب غزة الأعزل، فأنتم وللأسف مع الي