بدأت الورشات التنموية عبر ربوع البلاد تعطي ثمارها مثلما تعكسه المنجزات التي يقف عليها رئيس الدولة خلال هذا الصيف مقدما بذلك الجواب الشافي لأعداء الأمة الذين يراهنون على حسابات خاطئة اظهر الزمن أن الجزائر اكبر مما يتوهمون ولن تكون غير تلك التي أرادها الشهداء وطنا مزدهرا ومتفتحا على العالم ضمن المبادئ والقيم التي كرستها ثورة نوفمبر التحريرية وفي ظل دولة ديمقراطية ترتكز على قواعد العدالة وسلطان القانون.وضمن هذا التصور الذي لن تقبل الجزائر بديلا له من الطبيعي أن تتصارع إرادة البناء والتشييد مع تلك العصابات الهدامة التي حملت معاول الهدم والتخريب والترويع لتحاول يائسة تعطيل عجلة التنمية التي وجدت في المصالحة الوطنية ضمن الإطار القانوني المحدد لها بتزكية من الشعب المناخ الملائم لبلوغ وتيرة عالية من شأنها أن تزيل تلك المظاهر من التخلف والتدهور المتراكم طيلة عشرات السنين سادت فيها الغوغائية.ولأن البلد وشعبه يحملان طموحات كبيرة وهي مشروعة فإن العمل لا يزال في بدايته وكل ما تحقق فإنما يدل على انه بالإمكان فعل الكثير لو تتم مضاعفة الإرادة والأداء كل في موقعه وترك الأنانية جانبا أو الحد منها في مواجهة التحديات التي تقف أمام بلادنا وأبرزها مقتضيات العولمة بمفهومها السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي الأمر الذي يتطلب من جميع الجزائريين الالتفاف حول المصلحة الوطنية وتدارك كل ما من شأنه التأثير على مقومات السيادة الوطنية ومن ثمة الحرص على أهمية الحفاظ على مناخ الأمن والسلم بالتزام سلوكات اليقظة والتفطن لما يروجه أعداء الوطن الذين يسعون إلى الزج به في أتون جدل دولي قد يعرف المرء بدايته ولكن من الصعب معرفة نهايته.إن تلك العصابات التي لا يبدو أنها تحسن العيش إلا في مناخ الترهيب والترويع واستهداف مؤسسات الدولة التي يرتكز عليها في السهر على الأمن والسلم ونشر ثقافة دولة القانون وضعت نفسها من جديد في خانة أعداء الوطن والشعب الذي سيتصدى بكل ما لديه من عزيمة وإيمان لأي مشروع يهدد مصيره الذي لن يكون خارج الإطار النوفمبري وقد اظهر على مر التجارب أن لديه كامل القدرة والاستعداد لأن يتحمل مسؤوليته التاريخية بالنسبة للأجيال في الدفاع عن الأرض والتمسك بالوحدة في ظل العيش في انسجام وطني تأكد منذ الأزل.لم يعد للإرهاب ومنذ البداية ما يحاول الالتفاف به على الرأي العام وقد انفضح أمره من جديد مع اعتداءاته الأخيرة التي أدانها المجتمع برمته رافضا جره إلى حالة "هستيريا" ومدركا أن ما يرمي إليه مدبروها هو محاولة إعادة بعث روح التشكيك في أوساط المتعاملين والمستثمرين والمساس بالاستقرار البسيكولوجي للمواطن الجزائري الذي لن يسقط في فخ أعدائه المرتبطين بمصالح خارجية لن يهدأ لها بال طالما أن الجزائر عرفت كيف تعيد ترتيب بيتها من الداخل في هدوء وطواعية بالاحتكام إلى قواعد العمل الديمقراطي بواسطة الانتخابات .لقد تغير وجه الجزائر بلغت مرفأ السلام والطمأنينة فلم تعد مثلما ساد الاعتقاد قبل أكثر من عشرية وخاض شعبها حينها معركة البقاء معتمدا على الذات وبإمكانياته ولديها القدرات اليوم لانجاز هبة وطنية أخرى من شأنها أن تطوي وإلى الأبد تلك المشاريع الهدامة بعد أن تدوسها عجلة البناء التي لا يبدو أنها ستتوقف ممهدة الطريق للأجيال نحو المستقبل الذي لن تتأكد معالمه إلا في ظل الطمأنينة ورفض كل ما من شأنه أن يعكر صفو المناخ الوطني ليظهر كل على حقيقته.