خصص اللقاء الذي جمع أمس وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد مع مديري التربية على مستوى الوطن لتقييم مدى تطبيق المناهج والدعم والمعالجة التربوية في مختلف أطوار التعليم، حيث فضلت الوزارة تقييم الموسم الدراسي منذ انطلاقه للوقوف عند النقائص المسجلة ومحاولة ايجاد الحلول الناجعة لها قبل اقتراب موعد إجراء امتحانات نهاية السنة بالنسبة للأقسام المعنية بذلك. وفي تدخله أمام مدراء التربية سجل الوزير جملة من النقائص بناء على التقارير التي رفعتها اللجنة الخاصة بمتابعة تنفيذ البرامج في جميع ولايات الوطن، حيث وان كانت هذه اللجنة قد سجلت نسبة انجاز مرضية على مستوى التعليم الابتدائي كما أكد على ذلك بن بوزيد، إلا أن النقائص أو الصعوبات برزت على وجه التحديد على مستوى التعليم الثانوي في عدد من الولايات أهمها، الأغواط، باتنة، تمنراست، النعامة، غرداية وإليزي، منتقدا مدراء التربية في هذه الولايات وموجها تحذيرا مباشرا لهم بأن »الجميع سيحاسب في آخر السنة في حالة تسجيل نتائج غير مرضية بهذه الولايات«، وألح على ضرورة تدارك النقص من خلال المتابعة عن كثب. ولايات أخرى سجلت فيها الوزارة صعوبات على مستوى التأخر في الدروس في الطور الثالث أي الثانوي ، تأتي في مقدمتها ولاية مستغانم التي عرفت في بداية الموسم الدراسي إضرابا في بعض ثانوياتها دام أزيد من شهر وتسبب في تأخرها عن الدروس تراوح ما بين درس إلى ثلاثة دروس، ونفس الأمر عرفته ثانويات كل من البويرة وباتنة والمسيلة وبرج بوعريريج وغرداية، هذه الاخيرة تعود الأسباب فيها إلى الفيضانات التي عرفتها الولاية في نهاية العام الماضي، أما المواد التي سجل فيها التأخر فتخص الفلسفة واللغة العربية والرياضات . المحور الثاني الذي ركز عليه الوزير في عملية التقييم ويتعلق بدروس الدعم التي أقرتها الوزارة إجباريا ضمن الإجراءات التكميلية التي أتخذتها لسد بعض الثغرات المسجلة ومحاربة الدروس الخصوصية التي انتشرت على نحو واسع وحولت التعليم إلى تجارة مربحة بالنسبة للعديد من المعلمين والأساتذة، وفي هذا الإطار أكد الوزير على مواجهة ما وصفها بالحرب البيداغوجية الضخمة والحد من هذه الظاهرة السلبية وجندت لهذه العملية أموالا طائلة لم يتم بعد حصرها على مستوى الوطن، ولكن يكفي الاشارة الى أن ولاية الجزائر على سبيل المثال خصصت أزيد من عشرة ملايير للانفاق على دروس الدعم العمومية التي تقدم على مستوى المدارس بينما في سطيف تم تخصيص حوالي 3 مليار. ويؤكد الوزير أن دروس الدعم ستشمل كل سنوات التعليم الثانوي أي من الأولى الى الثالثة ثانوي وذلك بغية تحضير التلاميذ لامتحان شهادة البكالوريا مشددا على مدراء التربية استكمال البرنامج المقرر قبل 15 ماي القادم، وأن يتم استدراك التأخر في الدروس قبل نهاية مارس القادم. وحسب أرقام وزارة التربية، فإن دروس الدعم على المستوى الابتدائي يتابعها أكثر من 71٪ في اللغة العربية و 72٪ في الرياضيات و 70٪ في الفرنسية، بينما بلغت نسبة التلاميذ على مستوى السنة الرابعة متوسط 50٪ في الرياضيات و 45٪ في اللغات الاجنبية و 42٪ في مادة العربية و 16٪ في التربية الاسلامية. أما تلاميذ القسم النهائي ثانوي فان أزيد من 120 ألف تلميذ معني بها ونسبة قدرتها الوزارة ب 50٪ ، أي أن نصف التلاميذ المسجلين لاجتياز شهادة البكالوريا يستفيدون من دعم للدروس في ثانوياتهم، وسجلت الوزارة في هذا الصدد اختلافا شاسعا في نسب الاستفادة من دروس الدعم من نسبة 100٪ في كل من عين تموشنت وسيد بلعباس وسوق أهراس الى 10٪ فقط في الاغواط و 15٪ في كل من النعامة ،الجلفة. وجدد الوزير تأكيده على أن الاجراءات المتعلقة بامتحان الباك لهذه السنة هي نفسها التي طبقت العام الماضي أي لايمتحن التلميذ في الدروس التي لم يدرسها خلال العام الدراسي ويتم ابلاغه بقائمة الدروس في كافة المواد، فضلا على أن للتلميذ الحق في اختيار أحد الموضوعين المقترحين وتضاف له نصف ساعة تسمح له باختيار الموضوع الذي يناسبه، الى جانب استبعاد نمط المقارنة بالكفاءات الى حين استيعاب الاساتذة لهذا الاسلوب الجديد في التعليم في السنوات القادمة بعد تكوينهم على نحو جيد وملائم .