أعرب وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد، أول أمس، بباريس عن ارتياحه لعلاقات التعاون الامتيازية القائمة بين الجزائر ومنظمة اليونيسكو· وفي تصريح للصحافة أدلى به على هامش مشاركته في أشغال الدورة 34 للندوة العامة لمنظمة اليونيسكو، أكد بن بوزيد ارتياحه لتطور العلاقات الثنائية بين الطرفين "لاسيما منذ انتخاب السيد كويشيرو ماتاسورا على رأس المديرية العامة لمنظمة اليونيسكو" وقال "لقد لاحظنا هذا التحسن لاسيما من خلال دعم إصلاح منظومتنا التربوية الذي تلقيناه من اليونيسكو" موضحا أن هذا الدعم خص أيضا "إرسال الخبراء وإصلاح البرامج والكتب المدرسية وتكوين المكونين وتقييم إصلاح المنظومة التربوية الوطنية" · وعبر الوزير عن اقتناعه بأن "الجزائر خطت خطوة هامة" مع منظمة اليونيسكو من خلال برنامج دعم إصلاح قطاع التربية (باير)1، والذي من المقرر أن يستمر التوقيع هذا الاثنين على اتفاق جديد (باير2) تموله اليابان والمملكة العربية السعودية ويخصص لتقييم النظام التربوي بعد نهاية تطبيق الإصلاح على مستوى كل الأطوار الدراسية· وبخصوص مشاركته في مائدة مستديرة وزارية حول "التربية والتنمية الاقتصادية"،أوضح وزير التربية قائلا "لقد أضحت التنمية المستدامة بعدا بالغ الأهمية في مجال تطبيق الإصلاح الذي مس قطاعنا وذلك من خلال إعادة وضع البرامج والتربية والبيئة وإنشاء نواد خضراء ضمن المدارس"· وأضاف بن بوزيد أن "التنمية المستدامة تعني أيضا التربية المدنية وتعليم حقوق الإنسان وحقوق الطفل اللذين أصبحا جزءا لا يتجزأ من برامجنا المدرسية"، مؤكدا في هذا الصدد أن "الجزائر تعتزم طلب الدعم من الدول التي حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال بغية الاستفادة من خبراتها"· تجدر الإشارة إلى أن السيد بن بوزيد شارك كذلك مساء أول أمس في أشغال اجتماع وزراء تربية الدول الإسلامية التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو)· جزائري على رأس ممثلية المنظمة الإسلامية في اليونيسكو وحضر بالمناسبة التدشين الرسمي لتمثيلية المنظمة الإسلامية ضمن اليونيسكو التي تم تعيين السيد نور الدين طوالبي جامعي ومدير سابق لجامعة الجزائر على رأسها· هذا الأخير أكد أنه سيضع من بين أولوياته "ترقية علاقات هذه الهيئة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي مع الجزائر" · وقال في تصريح صحفي انه يفتخر بدعم الجزائر ترشحه لهذا المنصب، مضيفا أنه سيتابع ويعمق "العمل الذي قام به سابقه على رأس وفد الإيسيسكو في مجالات التربية والثقافة والعلوم"· وأشار في هذا الإطار إلى انه سيتم العمل على "إعطاء العالم الغربي صورة أخرى عن الإسلام تعكس التطور والتسامح والتفتح وقبول الآخر ومخالفة تلك التي تروجها وسائل الإعلام الغربية لاسيما منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001" مضيفا أن "الأولوية تتمثل في العمل على وضع حد بين الإسلام والعنف" للإشارة انعقد الاجتماع التنسيقي السابع لرؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على هامش الدورة ال34 للجمعية العامة لليونسكو التي افتتحت أشغالها يوم الثلاثاء بالعاصمة الفرنسية· وتميز هذا اللقاء الذي ترأسه السيد عبد العزيز عثمان التوارجي المدير العام للإيسيسكو بعرض تقرير جديد حول علاقات التعاون بين هذه الهيئة الحكومية المشتركة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولليونسكو حول الجهود المبذولة في مجال تعزيز الحوار والتحالف بين الحضارات والثقافات· وتابع رؤساء وفود البلدان العربية والإسلامية تقريرا تقنيا حول الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مشارف مسجد الأقصى بالقدس الشريف الذي ركز على محاولات إسرائيل الرامية إلى تهويد القدس بضرب هويته الحضارية و تعدده التاريخي والعرقي والثقافي والديني، داعيا إلى وضع حد لعمليات الحفر وإعادة تأكيد وضع القدس كمدينة محتلة في إطار الشرعية والقوانين والمعاهدات الدولية التي تبناها المجتمع الدولي·