أدركت الولاياتالمتحدةالأمريكية أهمية مكانة الجزائر من خلال الزيارات المتعددة التي قام بها مختلف المسؤولين الأمريكان الى بلادنا حيث اكتشفوا واقعا آخرا غير الذي تنشره بعض وسائل الإعلام الغربية حيث عبر وفد مساعدي النواب الأمريكيين الذين قاموا بزيارة للجزائر ونزلوا ضيوفا على مركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية عن إعجابهم بالديناميكية التي تمر بها الجزائر في مختلف المجالات. وتطرق الوفد الأمريكي في حوار مباشر مع مثقفين وصحفيين جزائريين الى مجالات عديدة أهمها التعددية السياسية في الجزائر التي دخلت سنتها العشرين ولمس الأمريكان التحسن الكبير في الممارسة الديمقراطية في بلادنا من خلال تواجد العديد من التيارات السياسية وكذا الأجواء التي تسود المنافسة السياسية التي تحسنت كثيرا بالمقارنة بما كانت عليه في بداية التسعينات حيث عرفت انطلاقة التعدية السياسية في الجزائر صعوبات كبيرة بفعل انطلاق موجة العنف والإرهاب التي عطلت كثيرا تطور الممارسة الديمقراطية. وتساءل نفس الوفد عن تشكيلة البرلمان السياسية وعن مكانة المعارضة في الجزائر وحرية التعبير والصحافة. وحرية المعتقد وغيرها من الملفات المتعلقة بالحريات والتي سيعودون لبلادهم بأصداء ايجابية عن ما حققته الجزائر من مكاسب بعد اللقاء الذي جمعهم بمستشار رئيس الجمهورية السيد كمال رزاق بارة وكذا من خلال المناقشة التي جمعتهم بمركز الشعب للدراسات أين تيقنوا من ثراء النقاش حول المسائل الهامة في الجزائر وكذا احترام رأي الأقليات وفقا لما يحفظ المصالح العليا للوطن وكذا احتراما لحقوق الإنسان حيث تتفادى الجزائر دائما خلق مشاكل الأقليات بالنظر للطبيعة المركبة للمجتمع الجزائري وكذا تفويت الفرصة على المتطرفين والجماعات الإرهابية لاستغلال الوضع لتبرير القيام باعتداءات وهو ما فهمه وفد مساعدي نواب الكونغرس الأمريكي جيدا. ووعد الوفد الذي أنهى زيارته للجزائر بعد زيارة مخيمات اللاجئين بتندوف بنقل صورة أخرى عن الجزائر صورة تؤكد تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية في الجزائر هذه الجزائر التي قال عنها الأمريكان بأنها تعتبر رائدة في مجال مكافحة الإرهاب في الجزائر وأشاروا بأن ما حققته بلادنا في هذا الجانب لم تستطع الولاياتالمتحدةالأمريكية فعله وهو اعتراف ضمني بالاحترافية الكبيرة لأجهزة أمننا وجيشنا الشعبي الذي يسهر على ديمومة الجمهورية وستكون هذه الاعترافات أوراقا رابحة للجزائر من أجل رفع مستوى علاقاتها الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يبدو أنها تحاول تدارك تأخرها في علاقاتها مع الجزائر التي أظهرت مواقف جد معتدلة بعيدة عن النفاق والمصالح وهو ما جعل موقع احترام من جميع الرؤساء الأمريكان الذي تعاقبوا على البيت الأبيض. وعليه فمستقبل العلاقات الجزائريةالأمريكية يبدو مزدهرا ومرشحا للتطور أكثر فأكثر بعد النتائج الضعيفة التي حققتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في عديد علاقاتها مع دول كانت ترى فيها شريكا أساسيا.