انطلقت بعض بلديات معسكر بخطى ثابتة للبحث عن سبيل لتوفير مناطق نشاط تحتضن استثمارات منتجة تمكّن من التسيير الأمثل لشؤونها بالاعتماد على مداخيلها، وهو الرّهان الذي يستوقفنا لتسليط الضوء عليه مع بداية السنة الجارية التي تعتبر سنة رفع التحديات للخروج من التبعية لإعانات الدولة المقدمة للبلديات، حيث أصبح رؤساء البلديات على محك التقييم حول مدى فعاليتهم وجدارتهم لقيادة الهيئة المنتخبة ولتمثيل السكان وتلبية انشغالاتهم، ومدى توفرهم على حلول ذكية تخرج البلديات من خانة العجز والعوز. وتعتبر مناطق النشاط والبحث عن مصادر الثروة من خلال تشجيع الاستثمار، الهدف الذي وضعه رؤساء بلديات معسكر نصب اهتماماتهم في سنة 2016، وعلى حد ذكر رئيس دائرة العلايمية بعقاز السيد العيد جمال، فإن تشجيع الاستثمار من أجل خلق الثروة والرفع من مداخيل البلديات أصبح أكبر تحدي لرؤساء البلديات، لذلك تقرّر في إقليم بلدية العلايمية إنشاء منطقة نشاط في إحدى الأوعية العقارية التابعة لأملاك الدولة، وقد سهّلت حسبه السلطات الولائية الأمر وشرع في استقبال ملفات الراغبين في إنشاء وحدات صناعية تأتي الصناعة الغذائية على رأسها، وتحاول البلدية بذلك التوفيق بين جهودها في سبيل ترقية قطاع الفلاحة وتربية الأغنام وتشجيع إقامة مرافق استثمارية صناعية من شأنها أن تدر مداخيل ذات قيمة معتبرة لميزانية البلدية، كما من شأنها رفع الغبن عن الفلاحين ومربي الماشية في المنطقة في مجال تسويق اللحوم والمنتجات الفلاحية المختلفة. من جهته، رئيس بلدية الشرفة السيد سعيد عدة بوزيان، ذكر في حديث ل “الشعب” أنه مطالب بالتعريف بإمكانيات المنطقة ومؤهلاتها الخصبة في المجال الفلاحي والسياحي، وفتح المجال أمام المستثمرين في القطاعين، موضحا أنه من الضروري العمل على إيجاد سبيل لترقية المنطقة وجعلها قبلة سياحية بامتياز، واستغلال الظرف الاقتصادي الراهن لإعادة النظر في القرارات المجحفة التي حالت دون تمكين بلدية الشرفة من مشاريع مصيرية، لو جسدت حسبه لكانت إضافة مشرفة لميزانية البلدية وفتح فرص الشغل لأبناء المنطقة على غرار مشاريع في قطاع الشبيبة والرياضة، وآخر في قطاع السياحة يشمل الأول انجاز مخيم للشباب والثاني تهيئة موقع سياحي، وكلاهما جمدا بسبب التكلفة المالية. وقد رفعت عدة بلديات بولاية معسكر شعار التحدي لدفع الاستثمار المنتج، وخلق فرص الشغل ومصادر الثروة عبر 47 منطقة نشاط خصص لها عبر مختلف تراب بلديات معسكر أوعية عقارية معتبرة شرع في تهيئتها لاستقبال المشاريع، وذلك ما يفسر نجاح رؤساء بلديات معسكر في التماشي مع تعليمات الدولة وبرنامجها المسطر في هذا الشأن، لكن وعلى حد المعطيات الملموسة في ولاية معسكر وإن كان غياب العقار الصناعي الذي يشكل هاجسا أمام تحقيق استثمارات منتجة غير مطروح نهائيا في الولاية، إلا أن رؤساء البلديات وفي إجابات تقاسمها أغلبهم فإن المستثمرين الجادين هم أكبر هاجس يعيق الأهداف المنشودة لرؤساء البلديات، فهم أصبحوا مطالبين بجذب المستثمرين الحقيقين الذين يعوّل عليهم في خلق تنمية مستدامة وناجعة. وعلاوة على ما يلقاه رئيس البلدية من التزامات نحو تحسين الإطار المعيشي لمواطني بلديته، فإنه يلقى أيضا نفسه مجبرا على تحسين الظروف المواتية للاستثمار، وعلى حد قول رئيس بلدية بوحنيفية الذي أقرّ أنه أصبح مطالبا إلى جانب التسهيلات المقدمة للمستثمرين، بتوفير الظروف المناسبة لجذب الاستثمار مشيرا على سبيل الذكر أن في بلدية بوحنيفية تقدم 3 متعاملين للاستثمار في منبع معدني طبيعي بعين الحامات لكنهم ترددوا عن ذلك ولم يعودوا بسبب الطريق المهترئ الذي يربط المدينة بالمنبع الحموي، وقد أشار رئيس بلدية بوحنيفية السيد دعلاش محمد أنه سينظر في شأن تهيئة المسلك لتذليل الصعوبات أمام الراغبين في الاستثمار، مضيفا أن أولويات أخرى يضعها المسؤول نصب اهتماماته في السنة الجارية، منها التوفيق بين انشغالات مواطني المنطقة التي تزداد يوما بعد يوم، وبين ما يطرحه تحدي إنعاش السياحة وتوفير ظروف الإقامة المريحة للسياح.