رغم الأزمة المرورية التي نجمت عن تحول بعض الطرقات بأحياء عديدة في البليدة، إلى سيول مائية جرفت معها الأتربة والأوساخ، إلا أن عودة تساقط الأمطار والثلوج التي زينت في ديكور طبيعي أبيض، قمم سلسلة الأطلس البليدي ومرتفعات تمزقيدة الحدودية مع ولاية البليدة، أعادت الأمل والفرحة، إلى الفلاحين ومواطني البليدة عموما، ودفعت بالنساء وربات البيوت إلى إطلاق العنان لحناجرهن، يزغردن مستبشرات بعودة البرد والأمطار والثلوج، في فصل صفته أن يكون باردا ومثلجا. تدفق في ساعات صباح نهاية الأسبوع العشرات من أصحاب المركبات، على حظيرة الشريعة السياحية، والتي اكتست بثوب أبيض جميل، يدفع إلى البهجة والمسرة، ورغم البرد إلا أن الطبيعة المثلجة بعثت الدفئ في قلوب هواة وعشاق تلك الثلوج، وأعادت الأمل إلى الفلاحين في هذا الفصل بالذات بعد أيام حارة، استمرت في غير عادتها لنحو 8 أشهر كاملة، بعد خوف ويأس من جفاف السماء وشح المطر، وشهدت الطرقات الرئيسية أزمة مروية، خاصة مع منتصف النهار وميقات الزوال، طلب فيها أصحاب المركبات والعائلات المرفوقة بأبنائهن، حظيرة الشريعة للتمتع بالثلج وهو يتساقط، رغم تدني درجات الحرارة بشكل بارد جدا، وفي خضم الفرحة والبشرى، حملت مظاهر الطرقات غير المهيأة بعدة أحياء في البليدة وضواحيها، علامات الاستياء بين الناس، خاصة عند انسداد مجاري صرف مياه الأمطار، والتي جعلت تلك الطرقات تتحول إلى مجاري جرفت معها الأتربة والأوساخ، وشهد بالمناسبة طريق حي دريوش وبوعرفة إلى الجنوب، أزمة مرورية خانقة، بسبب الأتربة التي انزلقت على قارعتي الطريق، والتي كانت السبب من ورائها بناء بعض أصحاب الورشات، مساكن فردية ورميهم للأتربة وبقايا مواد البناء بقارعة الطريق، وعلى مقربة من ضفاف وادي سيدي الكبير، وهي التصرفات التي بعثت الخوف بين السكان بتلك الأحياء، مخافة فيضان الوادي الذي أصبح ضيقا في بعض الضفاف. وعموما غطت الأمطار والثلوج المتأخرة لهذا الموسم البارد، عن الكثير من العيوب في مسألة نقص التهيئة للطرقات، والانسداد الواضح في بالوعات جريان مياه الأمطار، وأرجعت الفرحة إلى البراءة من الأطفال والفلاحين بالخصوص.