شكل موضوع الثقافة في التعديل الدستوري المعروض، مؤخرا، من طرف رئاسة الجمهورية، موضوعا للمتابعة والنقاش، وحظي باهتمام الجمعيات الثقافية لولاية سطيف،لما تضمنه التعديل من أهمية كبرى للعمل الثقافي، اذ تحدثت المادتان 38 و38 مكرر منه عن حرية الابداع الفكري والفني، وحق المواطن في الثقافة، والتزام الدولة بحماية التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، والعمل على الحفاظ عليهما. ولعل أهم جديد في هذا المجال، ما ورد في المادة 3 مكرر، والتي اعتبرت تمازيغت لغة وطنية رسمية، مع التزام الدولة بترقيتها وتطويرها، وتشكيل مجمع جزائري للغة الأمازيغية يوضع تحت وصاية رئيس الجمهورية. ومن الجمعيات الفاعلة والناشطة على مستوى عاصمة الهضاب المهتمة بالشأن الثقافي والأدبي، جمعية النبراس الثقافي التي يرأسها الشاعر الاستاذ نبيل غندوسي، الذي تحدث ل«الشعب” عن الجانب الثقافي الملفت للانتباه في مشروع الدستور الجديد الذي سيعرض قريبا للمصادقة عليه. بداية، عبر غندوسي، باسم الجمعية عن تثمينها الكبير لحق المواطن في الثقافة، وتمنى أن تحظى المسألة الثقافية بالاهتمام الذي يليق بها من طرف كل المعنيين، وهذا بترقية العمل الثقافي، وايلائه المزيد من الاهتمام، وطالب بالمناسبة بمنح الفرصة لكل المثقفين للمشاركة في تفعيل العمل الثقافي بمختلف ألوانه وأطيافه، حتى تكون الثقافة رافدا هاما من روافد تحقيق الإزدهار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، ودعم الاستثمار الحقيقي في مجال الصناعة السينمائية لما لها من تبعات ثقافية واقتصادية كبيرة، وتشجيع الفاعلين في المجال من ممثلين ومخرجين وغيرهم . وشدد غندوسي، على ضرورة الارتباط الوثيق للسياحة بقطاع الثقافة، باعتبارها تشكل أحد روافد الثقافة الوطنية الشاملة، مما يتعين الارتباط أكثر بها لتحريك عجلة الاقتصاد من الناحية السياحية، وهذا بارز بشكل واضح من خلال المعالم الثقافية التي تحتضن مناسبات ثقافية سياحية تدر على البلاد السمعة الجيدة، والتطور الاقتصادي، ضاربا مثلا قويا بآثار مدينة جميلة التاريخية بسطيف، والتي تساهم في الجانب الثقافي والحضاري، من خلال مهرجانها السنوي للأغنية العربية، وما يدره هذا النشاط من دعم للسياحة الجزائرية واقتصادها، إضافة إلى كونها أحد روافد الثقافة الوطنية بامتياز. وبخصوص ترسيم اللغة الامازيغية في الدستور المرتقب، ثمن رئيس جمعية النبراس الثقافي هذا المسعى الذي يعزز الوحدة الوطنية، والتي نحن في أمس الحاجة اليها في هذه الظروف، واعتبرها مكسبا ثقافيا وحضاريا كبيرا للجزائر، ودعا إلى ترقيتها أكاديميا وهذا يتطلب جهدا إضافيا من النخبة الوطنية المعنية بالمسألة، كما تمنى محدثنا أن يفصل في قضية كتابتها، لتكتب بحروف الخط العربي، لأن هناك حسبه تكامل كبير بين اللغتين، تجلى في التكامل والانسجام بين الفاتحين العرب وبين الأمازيغ. نشير أن المشهد الثقافي بعاصمة الهضاب، يشهد حركية مميزة ساهمت فيها إلى حد كبير الجمعيات الثقافية الناشطةعلى تراب الولاية، والتي بلغ تعدادها ال200 جمعية ذات طابع ثقافي أعطت نكهة خاصة للثقافة بهذه الولاية الشاسعة جغرافيا والغنية بكنوزها الثقافية والتاريخية. ولعل جمعية النبراس الثقافي، هي واحدة من أهم هذه الجمعيات، إذا لم تكن أولها على الإطلاق وهذا نظرا لسمعتها التي تجاوزت حدود الولاية وإسهاماتها الجادة في بعث الحياة الفكرية والأدبية من خلال تنظيم العديد من الندوات الهادفة، ويترأس الجمعية الشاعر نبيل غندوسي.