خيّم مشروع مراجعة الدستور على الجلسة الختامية للمجلس الشعبي الوطني، حيث شكل انتهاء الدورة الخريفية للبرلمان فرصة لدى نواب الأغلبية، الذين بدا لدى بعضهم حماس كبير لما ينتظرهم تحت قبة قصر الأمم، بينما لم يكن ذلك حال أحزاب المعارضة من خلال التصريحات المقتضبة التي أدلت بها على الهامش. بعدما سجلنا امتناع حركة النهضة عن حضور جلسة التصويت على التعديلات التي أدخلت على أسمى وثيقة في البلاد، كما أعلن عنها سابقا المكلف بالإعلام حديبي، لم تؤكد حركة مجتمع السلم، على لسان نعمان لعور في تصريح له، مشاركة هذا الأخيرة في عملية التصويت المبرمجة الأحد المقبل. بينما أكد جودي، في تصريح له، أن تحديد مشاركة حزب العمال من عدمها، والطريقة التي تتم بها المصادقة على مشروع الدستور، يتم الإعلان عنها يوم الجمعة المقبل، فهو يرى أنه من الضروري أن يأخذ الحزب وقته في ذلك، خاصة وأن جلسة التصويت لن تكون اليوم، بعد أن حسم في تاريخ انعقادها الوزير الأول عبد المالك سلال وهذا ما يترك بالنسبة له الوقت الكافي لاتخاذ الموقف المناسب. حزب العمال... صراع الأجنحة يطفو إلى السطح شهدت الجلسة الختامية للدورة الخريفية للغرفة السفلى للبرلمان، جوا مشحونا بين نائبين من حزب العمال وهو ما ميّز هذه المناسبة، يتعلق الأمر بالنائب سليم لباتشة قائد الحركة التصحيحية ممثل الكتلة البرلمانية الموازية لكتلة حزب العمال، الذي دخل في مشادة كلامية مع رمضان تعزيبت - جناح حنون - بلغت حدّ التشابك بالأيدي تحت قبة المجلس. هذا ما يؤكد لدى البعض، الشرخ الذي دبّ داخل هذا الحزب الاشتراكي، الذي لطالما حاولت زعيمته حنون إخفاء «صراع الأمعاء»، من خلال تصريحات تنفي من خلالها وجود صراع، وهي سابقة بالنسبة لهذه التشكيلة، تنذر بأشياء تكشفها الأيام المقبلة.