لا يعني أبدا أن إتباع نظام ليبرالي يؤدي الى خلق حرية تعبير وصحافة مطلقة لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر مهد الليبرالية تنتهج سياسة المصلحة العليا للأمة الأمريكية التي يجب أن تنصهر فيها كل الحريات. أوضح أمس هدير محمد رئيس جمعية الصداقة الجزائريةالأمريكية من مركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية أن حرية التعبير والصحافة في الجزائر قد قطعت أشواطا هامة في تعزيز المسار الديمقراطي وأشار المتحدث، في سياق متصل، أن التطور الاقتصادي والسيطرة على العالم لا يعني وجود صحافة حرة ومستقلة وقدم ضيف »الشعب« عدة أمثلة عن خنق حرية التعبير والصحافة في الولاياتالمتحدة حيث تم إقصاء العديد من الصحفيين من الكتابة مدى الحياة بمجرد أن تناولوا قضية رفض الرئيس الأمريكي السابق جورج ولكر بوش أداء الخدمة الوطنية العسكرية في جيش الحدود، كما تم إقصاء العديد من الوجوه والشخصيات من الظهور في عديد القنوات الأمريكية بسبب مساندتهم لقضايا لا تتماشى والرأي العام الأمريكي. وأضاف، نفس المتحدث، أن الصحافة الأمريكية ضحية احتكار مؤسسات إعلامية عملاقة تتحكم في ميدان الإعلام وتسير المعلومات والأخبار كما تشاء، ومن أهم هذه المجمعات الإعلامية العملاقة »سي بي أس« و صحيفة »واشنطن بوست« وعرفت السنة المنقضية في الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرض 25 قصة خبرية الى القص من قبل دوائر القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي متعلقة بأمور تخص الرئيس وتاريخ الهنود الحمر وإخلاف السلطات الأمريكية لتعهداتها مع قبائل الهنود لتحسين أوضاعهم وإنصافهم في مجال التنمية. وقد ساهم في تجسيد هذا الواقع بالولاياتالمتحدةالأمريكية، توجهات المجتمع الأمريكي الذي أصبح رهينة لصناعة الأفلام »الهوليهودية« وأصبح بعيدا عن الواقع، وفوق ذلك أصبح أسير واقع افتراضي يوهمه بأنه هو من يصنع المواقف. ويعكس واقع حرية التعبير والصحافة في الولاياتالمتحدةالأمريكية سياسة العولمة التي تتجاوز إرادة الشعوب وباتت الصحافة في ورقة في يد السلطات التي تتحالف مع العسكر وكبار رجال الأعمال والمؤسسات المتعددة الجنسيات لصناعة رأي عام عالمي واحد حول أمهات القضايا لبسط السيطرة على منابع المال والنفط وكل شيء وطمس جميع الأصوات المعارضة والمعرقلة لمسار ما يراد له. وأثنى في سياق آخر عن ما وصلت إليه الصحافة الجزائرية المتميزة بالتنوع وبشيء من المصداقية والحرية، والدليل حسب خريج معهد علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر وجامعة تكساس الأمريكية، هو حرية التطرق لشخصية أي كان في المجتمع، وهو ما لا يتوفر في بعض الدول ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعليه، فالحديث عن غياب حرية التعبير والصحافة في بلادنا غير صحيح ويظهر أن ما ينقصنا هو نوع من ضبط المهنة والانتقال لمرحلة الثقة بين السلطة والصحافة لخدمة المصالح العليا للوطن والقضاء على الأطراف التي تحاول دائما زرع الفتنة بين السلطة والصحافة لتسويد وضعية الحريات في الجزائر ومنه فرض ضغوطات خارجية على الجزائر. وظهرت في الجزائر مؤخرا توجهات ايجابية لمراجعة القوانين التي تضبط حرية التعبير والصحافة بإشراك الفاعلين في المبادرة، وهو ما من شانه أن يحسن ممارسة مهنة الصحافة في الجزائر التي فاق عدد عناوينها المكتوبة ال 300 ووصلت الإذاعات المحلية الى ,43 بالإضافة الى 4 إذاعات وطنية ومنها واحدة دولية و5 قنوات تلفزيونية، وبالتالي، فالجانب الكمي يظهر أنه متشبع في انتظار ترقية الممارسة الى طموحات المواطن في الحصول على إعلام ذو مصداقية ويصل الى إشباع الحق في الإعلام.