وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر امس الأربعاء، في ثاني زيارة خارجية منذ صدور أمر من المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بدعوى تورطه في ارتكاب جرائم حرب بإقليم دارفور. وبعدما زار إريتريا قبل يومين، يبدو البشير مصمما على تحدي قرار المحكمة الدولية، فضلا عن تجاهله فتوى من علماء السودان بعدم سفره للخارج خوفا من تنفيذ أمر اعتقاله. واعتبرت بعض المصادر أن البشير يغامر بمواجهة الاعتقال عندما يغادر السودان، لكنها أضافت أنه ليس مرجحا أن يحدث ذلك في مصر التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع جارها فضلا عن دعوتها مجلس الأمن إلى تعليق أمر الاعتقال، وكذلك لأنها ليست عضوا في اتفاقية روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية. واكد محمد آدم محمد سليمان مساعد الملحق الصحفي بالسفارة السودانية في القاهرة نبأ الزيارة وقال إنها ستشهد مباحثات بين البشير ومبارك تركز على التطورات التي تتعلق بصدور أمر الاعتقال. وكان البشير قد استقبل الثلاثاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي نقل له رسالة شفهية من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما جدد دعوة بلاده للرئيس السوداني لحضور القمة العربية المقرر عقدها بالدوحة نهاية الشهر الجاري. واعترف المسؤول القطري بأن بلاده تعرضت لضغوط عديدة لعدم استقبال البشير، لكنه أكد أن الدوحة لن تذعن لمثل هذه الضغوط، وأن للرئيس السوداني مطلق الحرية في اتخاذ القرار المناسب بشأن حضور القمة العربية المقبلة، كما أكد رئيس الوزراء القطري أن محادثات دارفور في الدوحة مستمرة وأن أطرافا أخرى من المعارضة ستنضم إليها. من جهة أخرى انتقد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير وقال إنه لا يهدف لحل مشكلة دارفور، وإنما يشكل ذريعة لمزيد من التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين، على حد تعبيره. ودعا الظواهري في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت الشعب السوداني إلى إعداد العدة لحرب طويلة الأمد استعدادا لما وصفها بحرب صليبية إذا قررت الدول الغربية التدخل في السودان. وأضاف أن بعض زعماء العالم سواء الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الإسرائيليين يستحقون تقديمهم للمحاكمة، كما تساءل عن سبب عدم محاكمة الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان الذي أصدر الأمر بإلقاء قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين لأول مرة في التاريخ. يذكر أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن وعددا من أنصاره أقاموا في السودان منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي وحتى العام 1996 عندما أبعدهم البشير تحت ضغوط أميركية