الحكاية فن شفوي في حاجة إلى الترويج اعتمدت جمعية القارئ الصغير الثقافية، منذ نشأتها بوهران سنة 1993، خطة الترويج للحفاظ على فن المطالعة والكتاب، وجمع الحكايات التراثية الجزائرية العريقة، التعريف بها، والحفاظ عليها من هاوية الزوال والمطالبة بإعطائها مكانتها كاملة في الثقافة الجزائرية شأنها شأن كل جوانب الأدب الشفوي الوطني. وصل المطاف اليوم بالجمعية، إلى تبني مشاريع هائلة تقترب عبرها من تحقيق أهدافها ونشل الحكاية من أغوار النسيان، لتجعل منها فنا يشغف به العديد من محبي هذا النوع من التراث. كشفت جميلة حميتو نائب رئيس “جمعية القارئ الصغير” الثقافية، في تصريح ل« الشعب”، عن مشروع متعدد الإبعاد، تشرع حاليا الجمعية في تجسيده والهادف إلى “الحفاظ على الأدب والتراث الشفوي والحكاية”، الذي يتركز على ثلاثة مراحل: تكوين فنانين في مجال فن الحكاية والمسرح المبني نصوصها على الأقوال والحكايات،، التكوين الذي سيتم على مرحلتين من الزمن ويخص 40 شابا وشابة”. كما يتضمن مشروع الجمعية، تضيف جميلة حميتو قائلة: “تنظيم ورشات للحكاية لفائدة المؤسسات التربوية، على وتيرة قسمين من كل طور: الابتدائي، المتوسط والثانوي، والتي من شأنها تعليم التلاميذ أساسيات وطرق الاستماع وقراءة وسرد الحكايات”. وسيهتم المشروع في شقه الثالث، بإنشاء إقامة للحكاية، يريدها أصحاب الجمعية، فضاء مناسبا لاحتضان دورات التكوين، وللورشات، مع أطفال وتلاميذ المدارس وكذا لحلقات القراءة والمطالعة التي تنظم بصفة دورية. وقد اعتمد مشروع جمعية القارئ الصغير من قبل وزارة الثقافة، كما ثم تمويل 10٪ من قيمته الإجمالية من قبل الاتحاد الأوربي في إطار برنامج الشراكة القائم بينه وبين الوزارة حول: “الحفاظ وترقية التراث المادي واللامادي الجزائري”. وللجمعية نشاط مكثف في ميدان تنظيم التظاهرات، إذ لا يقتصر نشاطها على الورشات والتكوين في عقر دارها، بل سبق لها، تقول حميتو،” أن نظمت العديد من الخرجات إلى الولايات، من بينها قافلة الحكاية التي انتقلت إلى كل من الغرب الجزائري، الجنوب الكبير ومنطقة القبائل، كما أنه من المقرر أن تنظم الطبعة العاشرة من مهرجان الحكاية ابتداءا من ال10 مارس القادم”. التظاهرة، التي انشأت مند سنة 2006، حسب تصريحات المتحدثة، “ستدوم 10 أيام، وستحتضنها كل الفضاءات الثقافية والتربوية بولايات الغرب الجزائري، وتعتبر نتيجة وحوصلة لكل النشاطات والمشاريع التي تصب في إطار التعريف بهذا الجانب الهام والثري من التراث الوطني”. ومن الأهداف الكبرى للجمعية، أن يعترف قطاع الثقافة بفن الحكاية، ويوليه اهتماما كبيرا كونه يمد بصلة وطيدة إلى التراث الشفوي الأصيل، ويشكل رابطا قويا بين الأجيال بمختلف أعمارها، كما يؤرخ في العديد من الجوانب لذاكرة الأمة الجزائرية. وللإشارة، تقول جميلة حميتو” تأسست جمعية القارئ الصغير” سنة1993، على يد مجموعة من المثقفين، ناضلوا بقوة من اجل الإبقاء والحفاظ، على القراءة والمطالعة في وقت كان كل ما يتعلق بالثقافة والكتاب أمرا محظورا.