نظم مجلس قضاء بجاية بمقر المجلس يومين دراسيين حول الوسيط القضائي وذلك في إطار تفعيل الأحكام الجديدة لقانون الإجراءات المدنية والإدارية المتعلقة بإجراء الوساطة كوسيلة لحل النزاعات بين الأطراف أو المتقاضين قبل اللجوء إلى المحاكمة، وهذا سعيا من الجهاز القضائي للتحفيف عن القطاع وخلق ثقافة قضائية تتكفل بجميع النزاعات التي تبرز من حين الى آخر في أوساط المجتمع، وذلك بحضور الوسطاء على مستوى المحاكم الموجودة على مستوى تراب الولاية، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الخبراء القانونيين من مختلف الاختصاصات وكذا رجال الدين ومحافظي البيع ووسائل الإعلام وممثلين عن الصحافة المحلية. وجاء في مداخلة النائب العام لدى مجلس قضاء بجاية أن الوسيط هو الذي يحاول إيجاد الحلول الودية بين الطرفين المتخاصمين، ويتمتع بالاستقامة والاستقلالية، والمرونة وكذا النزاهة وأن تكون له مكانة ووزن في المجتمع، ويكون ينتمي الى المجتمع المدني البجاوي أو إلى المنطقة التي يعيش فيها ويعرف عادات و تقاليد سكان المنطقة، وبإمكانه الوصول الى إقناع الطرفين المتنازعين، أو اللجوء إلى الاستعانة بالأهل والعائلة وذلك بمراعاة رغبة الأطراف المتنازعة ومصالحها التي تقتضي الحكمة في المعالجة، وإتباع العدالة في التصرف حتى يكون للطرفين الحق في التعبير عن مشاكلهما بما يلقي الضوء على كل المشكل، بعيدا عن التحيز أو التمييز بينهما، وهنا يجب التأكيد على ضرورة اختيار الرجل القادر على التكفل بالنزاعات والخلافات، ويكون له وعاء من الحكمة والفن في ممارسة هذه المهمة النبيلة ويكون قادرا على تفعيل أساليب مستقيمة توصل الأطراف إلى التوافق. وتكمن مهام الوسيط بالدرجة الأولى في البحث عن الجزئيات الصغيرة للوصول إلى الكليات التي تجعل من الطرفين يتصالحان بصورة توافقية بعيدا عن التصادم فيما بينهما، حفاظا على تحسين العلاقة بينها بصورة مستقبلية، وهذا من شأنه تحقيق ايجابيات كثيرة منها توفير المصاريف القضائية، وإبعاد الضغينة بين الأطراف المتنازعة ويقوم الوسيط القضائي بتحرير محضر يوقع عليه الأطراف المتنازعة، وحسب خبراء القانون الذين تدخلوا، فان الوساطة تنقسم إلى نوعين : قضائية واتفاقية، وهي ترمي إلى التخفيف من الأعباء التي يعاني منها سلك القضاء من خلال تراكم القضايا العديدة والتي أحيانا لا تتطلب تلك الاجراءات القانونية، بل مجرد إقامة مصالحة ودية بين الأطراف، ولعل هذا الإجراء سيلعب الدور الأساسي في حل العديد من مشاكل المجتمع بالرضا والحكمة، ولعل، كما، يؤكده المتدخلون ذوو الاختصاص، فنجاح الوساطة مرهون بالكفاءة المطلوبة من الوسيط، إضافة الى المنهج المتبع لخلق توافق بين تلك الأطراف