اكتست معظم مناطق ولاية سطيف حلة بيضاء، منذ الساعات الأولى لصباح، أمس، بتساقط كثيف للثلوج، في انتظار المزيد خاصة وأن النشرة الجوية الخاصة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية، بمطار 8 ماي 1945، تحدثت عن استمرار تساقط الثلوج على عاصمة الهضاب إلى غاية اليوم. شهدت معظم المناطق لاسيما المنطقة الشمالية شرقا وغربا، تساقطا كثيفا للثلوج، تسبب في توقف الحركة المرورية من تلك المناطق، خاصة باتجاه عاصمة الولاية سطيف وولايتي بجاية، وبرج بوعريريج مرورا ببلدية قنزات، كما عرفت بدورها عاصمة الولاية تساقطا كثيفا للثلوج، أدى إلى توقف حركة المرور في العديد من المحاور، ومنها الطريق الاجتنابي للطريق الوطني رقم 5 الرابط شرق البلاد بالعاصمة، حيث تسببت الثلوج في توقف الحركة بشكل كبير، أدى إلى تعطل في قضاء مصالح المواطنين. وتسببت الوضعية في غلق عدة طرق شمال الولاية، مثل بني ورتيلان وبوعنداس وعين الروى، خاصة على محور طكوكة التابع لبلدي عين عباسة ، حيث بلغ سمك الثلوج 60 سم صباحا، وكانت الطرق أكثر تضررا من التساقط المستمر للثلوج الطرق 75 و76 و109 و9 ،واغلب الطرق الولائية والبلدية في المنطقتين الشرقية والشمالية للولاية، إلى جانب عدم التحاق العمال والموظفين والطلبة بمواقع عملهم ودراستهم . وأبدى سائقوا المركبات استيائهم للغياب الملحوظ للمصالح البلدية ،وكذا مصالح مديرية الأشغال العمومية، من اجل فتح الطرق أمام الحركة المرورية، حيث كانت التدخلات في هذا الإطار جد محتشمة ولم ترق الى المطلوب، يحدث هذا بالرغم تنصيب خلية للمتابعة على مستوى مقر ولاية سطيف، ضمت ممثلي العديد من المصالح المعنية. وفي نفس السياق، أكدت شركة سونلغاز وقوع انقطاعات في التيار الكهربائي، خاصة في مناطق بوقاعة وبني ورتيلان وآيت نوال مزادة وماوكلان وعين عباسة بالمنطقة الشمالية الغربية، وأنها سخرت أعوانها وفرقها من أجل التدخل لإصلاح الأعطاب، وأنها واجهت صعوبات بسبب توقف الحركة في العديد من المحاور، فيما أكدت أنه لم يقع أي انقطاع في الغاز الطبيعي. وعلى صعيد توزيع المياه، فقد عرف تذبذبا قصيرا بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المحطات المزودة للمياه من سد عين زادة، وتم إصلاح الخلل، فيما أكد رئيس خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية، النقيب أحمد لعمامرة، ل«الشعب» أن مصالحه لم تسجل أية حوادث مرور، باستثناء بعض التدخلات البسيطة لإسعاف المواطنين، كما حدث ببلدية بوعنداس من خلال نقل امرأة على وشك وضع الحمل، حيث تم إجلاؤها في ظروف صعبة إلى المستشفى، ووجهت الحماية المدنية بالمناسبة نداءا للمواطنين من أجل أخذ الحيطة والحذر من استعمال آلات التدفئة، لتجنب حدوث اختناقات بالغازات الناتجة عن احتراق غاز التدفئة، وكذا تجنب الحركة المرورية إلا للضرورة القصوى. واستبشر المواطنون، خاصة الفلاحين منهم، بهذا التساقط الكثيف الذي بلغ سمكه في بعض المناطق الشمالية 1 متر، خاصة في بلديات آيت نوال مزادة وآيت تيزي وبوسلام، وتراوح بين 40 و60 سم، على الساعة منتصف النهار، بالمناطق الشمالية الأخرى، فيما بلغ بوسط مدينة سطيف في نفس التوقيت 15 سم، وهذا بعد حالة انتظار وترقب كبيرة، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام، ما خلق حالة تشبه اليأس، بعد أن قاربنا على حلول فصل الربيع، وهذا عكس ما عرفته الولاية العام الماضي، حيث شهدت تساقطا للثلوج بكثافة وفي 4 مناسبات، كلها عبارة عن عواصف قوية، حملت كميات جد هامة من المياه في السدود والأودية وتفجر مختلف الينابيع. وينتظر أن ترفع هذه الثلوج من كميات المياه بسد عين زادة، الذي تبلغ نسبة الامتلاء فيه قبل العاصفة 50 بالمائة، حسب مصادر من مديرية الري، ومن المحتمل أن ترتفع إلى 70 بالمائة، كما تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالولاية، وسدي الولاية الجديدين اللذين لم يدخلا الخدمة بعد، ويتعلق الأمر بسد ذراع الديس بتاشودة والموان القريب من عاصمة الولاية باتجاه الشمال.