توفي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، أمس، عن عمر ناهز 94 عاما في أحد مستشفيات المهندسين بالجيزة. أعلن رئيس مجلس الأمن، الدبلوماسي الفنزويلي رافائيل راميريس، خلال اجتماع للهيئة الأممية النبأ داعيا إلى وقفة ترحم على الفقيد قائلا بنبرة حزن خلال الجلسة المخصصة لبحث الملف اليمني: «أيها الزملاء المحترمون، لقد وردنا أن الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي توفي». بطرس غالي ترأس الأممالمتحدة من عام 1992 حتى عام 1996، حيث قام بإصلاح هيكلية لأمانة الأممالمتحدة، وتطوير مفهوم العمليات الوقائية لدعم السلام في العالم. وهو الأمين العام الوحيد الذي لم يُنتخب لفترة رئاسية ثانية. ووقف أعضاء مجلس الأمن الدولي 15 دقيقة حدادا على روح غالي الذي تسبب الفيتو الأمريكي في عدم تجديد الثقة في عهدته لفترة ثانية مثلما جرت العادة مع الأمناء العامين السابقين وصارت أشبه بعرف سياسي مرسخ باعتراف أهل الدبلوماسية والسياسات الدولية. تولى وزير الخارجية المصري السابق والدبلوماسي المخضرم منصب الأمين العام للأمم المتحدة في إحدى أصعب أوقاتها مع أزمات في الصومال ورواندا والشرق الأوسط ويوغوسلافيا السابقة. ولم تتمكن جولاته المكوكية من الضغط على المغرب المحتل للصحراء الغربية الانسياق وراء الشرعية الدولية وإجراء استفتاء تقرير المصير لاخر مستعمرة افريقية ممثلة في الصحراء الغربية. وولد بطرس غالي في 14 نوفمبر 1922 بعائلة مصرية قبطية في القاهرة. تلقى المثقف الفرنكوفوني دراسته في جامعة القاهرة ولاحقا في باريس حيث كانت له روابط عميقة بفرنسا. وبعد مسيرة اكاديمية تمحورت حول العلاقات الدولية وبينها فترة قصيرة بجامعة كولومبيا في نيويورك، اصبح وزيرا للخارجية في مصر في 1977 في عهد الرئيس الراحل انور السادات. رافق بطرس غالي السادات في رحلته إلى القدس تلك السنة، ولعب دورا أساسيا في التوصل الى اتفاقات السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد عام 1978 ثم معاهدة السلام في 1979. وكان بطرس غالي المتخصص في العلاقات بين الشمال والجنوب أبرز مهندسي سياسة مصر في إفريقيا. وبعد انتهاء ولايته في المنظمة الدولية، كان بطرس غالي أول أمين عام لمنظمة الفرنكوفونية من 1997 وحتى 2002.