اليوم على الساعة الثانية عشر ليلا، تكون الحملة الانتخابات لرئاسيات هذا الخميس قد انهت مشوارها بعد تنافس بين المترشحين الستة دام 19 يوما، جاب خلالها مرشحو اربعة احزاب سياسية ومترشحان مستقلان العديد من ولايات الوطن من شرقه الى غربه ومن جنوبه الى شماله، كانت بالنسبة لهم فرصة ثمينة استغلوها لاستعراض اهم النقاط الواردة في برامجهم الانتخابية في محاولة كل واحد منهم لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الاصوات، وبالتالي الظفر بكرسي الرئاسة بعد المرور على اختبار 9 أفريل الجاري. خلال التسعة عشرة يوما الماضية احتك المترشحون الستة مباشرة بالجماهير الشعبية لحثهم على التصويت بقوة يوم الاقتراع من خلال التجمعات والمهرجانات الشعبية التي احتضنتها الولايات والمدن، وكانت مناسبة لتنشيط الحياة السياسية في البعض منها من قبل مترشحي الرئاسيات الذي فضل البعض منهم العمل الجواري، اي التقرب من المواطنين مباشرة في زيارات ميدانية قادتهم الى أحياء ومناطق معينة، وكان الهدف واحد هو دعوة الناخبين الى التوجه بكثافة نحو صناديق الاقتراع وبالتالي مقاطعة دعوة دعاة المقاطعة. ورغم غياب رموز المعارضة في الانتخابات الرئاسية الحالية، الا انه الملاحظ ان اغلب المترشحين لم يدخر اي جهد في توجيه سهام نارية نحو كل مايرمز الى السلطة وتوجيه انتقادات لاذعة الى سياسات وبرامج تنموية تجسد حاليا على ارض الواقع معتبرين اياها غير كافية في بعض الاحيان وفاشلة في احيان اخرى، ومقترحين بدائل اخرى كفيلة برد الاعتبار للمجهود التنموي من وجهة نظرهم. تحت شعار »لأن السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية« رافعت مرشحة حزب العمال السيد لويزة حنون لصالح الدفاع اللامشروط عن السيادة الوطنية المستهدفة خارجيا مقدمة عدة بدائل نرى انها كفيلة بإخراج البلاد من الأزمة السياسية والأمنية وبناء اقتصاد وطني مستقل يضمن الحقوق لغالبية الشعب وتأسيس الديمقراطية الحقة. ولتحقيق كل هذا طالبت حنون كل الجزائريين والجزائريات منحها التفويض الشعبي الواسع كي يجسد هذا الاقتراع الاعلان عن القطيعة الصريحة مع السياسات السابقة ضمن الاصلاحات التي تقترحها اقتصاديا، اجتماعيا، امنيا وسياسيا وحتى ثقافيا. اما مرشح حزب عهد 54 السيد علي فوزي رباعين وتحت شعار »أفق جديد، نظرة جديدة« دعا خلال حملته توفير الحماية الاجتماعية الكافية والاهتمام اكثر بالتعليم والتكوين. وبعد تشخيص مستفيض للواقع بمختلف مكوناته، اقترح مرشح عهد 54 جملة من الحلول والبدائل ترجمة لما اعتبره رباعين الممارسة العريضة للارادة الشعبية وتأسيس التعبير الديمقراطي كوسيلة وحيدة للوصول الى الحكم والتناوب عليه وترقية حقوق الانسان وحماية الحريات الفردية والجماعية في إطار دولة القانون واستقلالية المؤسسة القضائية وبناء مجتمع مدني سليم ومتفتح في ظل نظام اجتماعي يرتكز على التضامن الوطني واخيرا بناء اقتصاد ذو مصداقية وشفاف يعتمد على العمل والاستقامة والشفافية. الشعار الذي اختاره المترشح الحر بوتفليقة في برنامجه الانتخابي حمل بصمات »جزائر قوية وآمنة« ومحوره الاساسي استكمال ماتم انجازه طيلة العشر سنوات الماضية اي خلال عهدتين سابقتين لبلوغ اربعة اهداف محددة، هي تعزيز امن الجزائر وامانها بفضل تعميق المصالحة الوطنية ودعم الوحدة الوطنية، واحراز مزيد من التقدم في مجال ترشيد الحكم وتحقيق اشواط اخرى على درب التنمية البشرية لتلبية الطلب المتزايد في عدة مجالات، السكن، التعليم، الصحة.. واخيرا فان العمل ينبغي ان يتركز على دفع عجلة النمو الاقتصادي من اجل خلق شروط ثروة اقتصادية خارج قطاع المحروقات الكفيلة بتوفير المزيد من مناصب الشغل التي تعد احدى تحديات الحركية الشاملة التي يعتزم من خلالها بوتفليقة ترقية بناء جزائر قوية وآمنة لفائدة الجميع. مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي حاول ومن خلال حملته الانتخابية شرح المزيد من افكاره ضمن برنامجه الانتخابي الذي يهدف من ورائه الى تجاوز ماوصفها بالسلبيات التي طغت على مختلف مجالات الحياة: سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا، موجهة دعوة شاملة للالتفاء على حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه وعن مصالحه، كما الح على ذلك من خلال وضع ميثاق للعمل الوطني لبناء الجزائر. ترسيخ مبدأ التداول على السلطة بالطرق السلمية واقامة نظام برلماني وبناء اقتصاد اجتماعي يضمن للمواطن الحد الأدنى للعيش الكريم، هي اهم الافكار التي طرحها موسى تواتي على الجماهير الشعبية في محاولة منه لاقناعهم على التصويت لصالحه هذا الخميس. الحزب الوحيد المشارك في الرئاسيات المحسوب على التيار الاسلامي، اي حركة الاصلاح الوطني، انتدب مرشحه السيد محمد جهيد يونسي لعرض افكاره خلال الحملة الانتخابية المتمثلة اساسا في الاهتمام اكثر بالثوابت الوطنية وبناء دولة القانون واستقلالية العدالة وبناء اقتصاد يكون بديلا عن المحروقات واعطاء كل الاهمية لفروع الاقتصاد الاخرى، ورد الاعتبار للجانب الاجتماعي ورفع المستوى التعليمي والثقافي واعطاء الاهمية اللازمة للعمل الدبلوماسي واخيرا الدفاع عن الوطن وصيانة سيادته الوطنية. المترشح محمد السعيد الوجه الجديد في المشهد السياسي الراهن نشط حملته الانتخابية بمجموعة من الافكار المستفيضة والشاملة، حيث بدأ ململ بكل صغيرة وكبيرة وقدم اقتراحات عديدة في مايتعلق بترسيخ الوحدة الوطنية وتنشيط الحياة السياسية وتحذير الممارسة الديمقراطية واعطاء دفع للانعاش الاقتصادي والاهتمام بالشباب ورجل الاعلام والعدالة والبيئة والسياسة الخارجية وغيرها من الأفكار التي عرضها على الجماهير الشعبية لعل= وعسى تقتنع بها وتصوت هذا الخميس. 19 يوما قد تكون غير كافية من وجهة نظر المترشحين لعرض كل افكارهم، لكن ابرزها تكون قد وصلت الى كل المهتمين باقتراع 9 افريل للتصويت افضلها واقربها الى الواقع.