اختتمت أمس الحملة الانتخابية لرابع رئاسيات تعددية في تاريخ البلاد، وتميزت الأيام التسعة عشر بالدعاية السياسية للبرامج الانتخابية باحترام كل طرف "لقواعد اللعبة" المتعارف عليها في مثل هذه المحطات.وعاد المترشحون إلى مقرات حملتهم الانتخابية لتقييم 19 يوما من حملة ساخنة جابوا خلالها كل الولايات استعدادا ليوم الحسم، وقطع المترشحون آلاف الكيلومترات شرقا وغربا شمالا وجنوبا في رحلة إقناع باتجاه الناخبين لكسب ودهم ومن ثم أصواتهم. ونشط المترشحون مجتمعين قرابة 250 بين تجمع شعبي ولقاء جواري دون حساب تلك التي نشطتها مديريات الحملة وقيادات الأحزاب والتنظيمات، وسمحت بالتقرب من ملايين الناخبين في محاولة لاستعطاف ودهم والحصول على أصواتهم وإقناعهم بجدية البرامج المعروضة، والحلول المقدمة لمعالجة معضلات البلاد. والملاحظ حسب التقييم الأولي لبعض المترشحين هو الإقبال الكبير للمواطنين على المهرجانات الشعبية لمتابعة ما يقدمه المترشحون من حلول لمشاكلهم اليومية خاصة قبل الحديث عن الملفات الأخرى، وقدم المتنافسون الستة السادة عبد العزيز بوتفليقة وعلي فوزي رباعين ومحمد جهيد يونسي وموسى تواتي ومحمد السعيد والسيدة لويزة حنون حلولا للعديد من المشاكل الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية والأمنية كل حسب نظرته للأشياء وحسب طبيعة توجهه السياسي، والتقى المترشحون حول النقطة المتعلقة بضرورة مواصلة مسار البناء والتشييد رغم اختلافهم في الطرح، حيث ينادي البعض بإلزامية أن تكون انتخابات التاسع افريل موعدا للتغيير وآخرون شددوا على أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية وهناك من رفع شعار الاستمرارية. وتقاطعت تصريحاتهم حول ضرورة مواصلة نهج المصالحة الوطنية كخيار لا بديل عنه، واقترح كل واحد منهم تصورا لكيفية معالجة معضلات البلاد من بطالة وأزمة سكن، حيث شكلت النقطتان الأخيرتان ركيزة أساسية في خطاب المترشحين. والأكيد أيضا أن تسعة عشر يوم من الحملة الانتخابية غلب عليها طابع التنافس النزيه رغم تسجيل بعض التجاوزات التي لم تؤثر حسب المشرفين على عملية الانتخابات على سير العملية بشكل عام. وفي هذا السياق أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أن الحملة الانتخابية للاقتراع جرت في ظروف "جيدة" عموما. وقال أن "الحملة الانتخابية جرت في ظروف جيدة عموما بالرغم من تسجيل تصريحات غير لائقة وغير مبررة صادرة عن بعض الأشخاص الذين شاركوا في تنشيط التجمعات الشعبية". ونفس الانطباع عبرت عنه اللجنة الوطنية السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات على لسان منسقها السيد محمد تقية الذي سجل "ارتياح الهيئة التي يشرف عليها للظروف الحسنة التي ميزت الحملة الانتخابية". ورغم تسجيل اللجنة لبعض التجاوزات إلا أن السيد تقية أوضح أن تلك النقائص لم تؤثر على سير العملية ككل، كما أن اللجنة تدخلت في الوقت المناسب لمعالجة العديد من القضايا التي كانت محل خلاف اواحتجاج من طرف ممثلي المترشحين.