قال سفيان مراكشي، صحافي بالإذاعة الوطنية، القناة الأولى، بخصوص انتخاب مجلس آداب وأخلاقيات المهنة، شهر ماي المقبل، مثلما كشفت عنه وزارة الاتصال في أكثر من مرة، «...أن هذا المجلس اليوم أصبح أكثر من ضرورة بعد التجاوزات التي سجلتها تجربة فتح القنوات الخاصة، حيث أصبحت، للأسف، منابرَ للشعوذة والتنابز والابتزاز أحيانا أخرى...». وأضاف نفس المصدر، في تصريح ل «الشعب»، «...هذا القطاع على أهميته وتأثيره القوي في الرأي العام الجزائري، إلا أن المجلس، أعتقد، سيكون لجاما لهذه التجاوزات، نريد صراحة ضوابط أخلاقية لمهنة الإعلام تعزز المكسب الدستوري الأخير الذي دستر حرية التعبير وجرّم أي إجراء سالب للحرية..». وأضاف مراكشي، «...أتمنّى أن يكون هذا المجلس متمتّعا بالسلطة الفعلية الكاملة المؤثرة في المشهد الإعلامي وليس هيكلا بدون روح. كما آمل أن يتشكل من شخصيات نزيهة في الحقل الإعلامي والسياسي، لقد تعبنا من استغلال مثل هذه المجالس لأغراض شخصية، كالضغط أو التهديد أو المتاجرة أو حتى التستّر على تجاوز ما... حقيقة ننتظر بشغف ميلاد هذا المجلس المهم، وأكرر لا نريد هيكلا بلا روح أو يعاقب هذا ويغض الطرف عن ذاك، بل أنا شخصيا أقبل بمعاقبة كل من يتجرأ على الوحدة الوطنية والأمن القومي والثوابت الوطنية والرموز التاريخية وإذا كانت هناك عقوبات غير ملزمة، فلا داعي أصلا لهذا المجلس، أفضل الاحتفاظ بمصاريفه لدعم الاقتصاد في سياسة ترشيد النفقات أو التقشف كما يسمونه». من جهته أشار الصحفي عبد الحكيم سابع، من جريدة «النصر»، في تصريح ل «الشعب»، أن لكل مهنة في المجتمع أخلاقيات وسلوكيات تعبّر في مضمونها عن العلاقات بين ممارسيها من ناحية والعلاقات بينهم وبين متعامليهم من ناحية ثانية، وبينهم وبين المجتمع الذي ينتمون إليه من ناحية ثالثة، وهذه الأخلاقيات والسلوكيات قد تكون متعارفاً عليها، وقد تكون مبادئ ومعايير يضعها التنظيم المهني للمهنة. وعندنا في الصحافة، فإن المقصود بأخلاقيات المهنة هي القواعد الواضحة للسلوك المهني في المؤسسات ووسائل الإعلام، من بينها، الالتزام بالموضوعية في إعداد المادة الإعلامية والحفاظ على السر المهني وعدم المساس بحرية الآخرين ولا بثوابت الأمة ولا برموزها ولا بأمن البلاد وعدم الإساءة أيضا لسيادة البلد. ليضيف، أن الإعلامي يتعين عليه أن يتصرف في إطار مبادئ أخلاقية عامة، مثل احترام الحقيقة، الوفاء بالوعود، تجنب الضرر وخدمة الشأن العام والمصلحة العامة. ومن الضروري أن يحترم الصحافي في عمله الكرامة الإنسانية وأن يكون نزيها ويتحمل كل المسؤولية فيما يكتبه. وطبعا على الصحافيين أن يتحرروا من أي التزام تجاه أية جهة صاحبة مصلحة، إلا التزامهم نحو المواطنين لإطلاعهم بالحقيقة بعيدا عن أي ضغط. وبرأيي إن مجلس آداب وأخلاقيات مهنة الصحافة مطالب بأن يراقب الأخطاء والانحرافات المهنية التي يرتكبها مهنيو الصحافة وتقدير مدى جسامتها واتخاذ الإجراءات ‘'الانضباطية المطلوبة في حق كل من يثبت في حقه ارتكاب خطإ مهني بحسب درجات الخطأ. موضحا، «أنا كصحافي مستعد للعقوبة إن أخطأت». بادرة لهئيات تمثيلية أخرى... كشف محمد بوسلان، صحافي بجريدة المساء، في سياق الحديث عن انتخاب مجلس آداب وأخلاقيات مهنة الصحافة، عن عديد النقاط التي يجب الوقوف عندها موضحا - أولا: نحن ننتظر أن يكون لنا مجلس أخلاقيات المهنة يوفي هذه الأخيرة حقها في وجود هيئات تمثيلية وتنظيمية وضابطة للعمل الصحفي، والتي هي الآن، ومنذ مدة، غائبة تماما، ما جعل قطاع الإعلام يعيش فوضى على الدوام. وبذلك فنحن ننتظر أن يعمل هذا المجلس، المرتقب تنصيبه في ماي القادم، على لعب دوره في ضبط العمل الصحفي، من خلال إعادة تهذيب الكتابة الصحفية وتطهير القطاع من الظواهر والممارسات الغريبة والدخيلة عليه. مع التأكيد في هذا السياق، على أن المهام المتوخاة من مجلس أخلاقيات مهنة الصحافة، لا تقتصر عن التأنيب والتأديب فقط، إنما تشمل أيضا دعم جانب التكوين. وحول مدى تقبل الصحافي عقوبة تكون صادرة عن المجلس، أوضح «...أما عن مدى التزامي كصحافي بالقرارات التي تصدر عن هذا المجلس، فذلك يرتبط بمدى مصداقية المجلس وتركيبته البشرية ومستوى ثقتي في الكفاءات التي ستقود هذه الهيئة وباحترافيتها وعدالة قراراتها. وفي حال توفر هذه الشروط، فلن أعترض عن أي عقوبة تصدر في حقي، إذا تم اعتبار ما ارتكبته تجاوزا من قبل مهنيين».