أعلن السيد محمد السعيد، وزير الاتصال، أن التحضير لإعداد النصوص التطبيقية الخاصة بقانون الإعلام لسنة 2012 لا يزال جاريا كقانون السمعي البصري وقانون الإشهار وكذا قانون الصحافيين. بالإضافة إلى التحضير لإنشاء سلطة ضبط الصحافة ومجلس أخلاقيات المهنة لتنظيم المهنة وتوفير هامش آخر من حرية التعبير. وأفاد السيد محمد السعيد في تصريح للصحافة على هامش الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، أمس، أن تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة متوقف على مدى تنظيم الصحفيين لأنفسهم، إذ سيتم تنصيبها مباشرة بعد هيكلة الصحفيين لأنفسهم في شكل هياكل رسمية وقانونية، حيث دعا أصحاب المهنة إلى تشكيل نقابة تمثيلية قصد اختيار من يمثلهم لتحسين أوضاعهم. وفي كلمة ألقاها خلال الحفل الذي نظمه على شرف الأسرة الإعلامية بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر، أشار الوزير إلى أن تنظيم الأسرة الإعلامية سيسمح للصحفيين بالمشاركة في الورشات الخاصة بإعادة تنظيم قطاع الاتصال للتشاور حول جل القضايا التي تهم القطاع لتحسين الظروف المهنية والاجتماعية للصحفي. والمضي في تكريس ثوابت الأمة والمساهمة بكل فعالية وبروح مسؤولة في كل المسائل التي تستدعي النقاش والإثراء لتجاوز ما خسرته الجزائر خلال المأساة الوطنية، خدمة للتنمية ولتعزيز ثقافة المصالحة والسلم والنقد البناء للتصدي للآفات التي تهدد الوطن، والسعي لحسن استغلال المعلومة بما يحافظ على صورة البلاد ومصالحها العامة لتقديم معلومات متجانسة تصبح من خلالها الصحافة المرآة العاكسة لمجتمعنا، حيث اعترف الوزير بدور الصحافة في تحقيق الديمقراطية كونها جزء لا يتجزأ من التنمية في أي بلد. مؤكدا سعي الدولة لدعم كل المبادرات الرامية إلى تكريس العمل الموضوعي والنزيه للتخلص من جاذبية الرتابة والتقليد الذي يعلم الكسل. كما دعا الوزير الإعلاميين للتحلي بروح المسؤولية والموضوعية في العمل للارتقاء بحرية الصحافة إلى مصاف المستويات التي بلغتها في أعرق الدول الديمقراطية، مشيرا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بتطوير ذهنيات المتعاملين مع قطاع الاتصال ودرجة استعدادهم للتكيف مع المستجدات التي تعرفها الساحة. وفي هذا السياق، ذكر الوزير بأهمية التكوين في تحسين مردودية العمل الصحفي لحسن استغلال المعلومة والتفاني في العمل في ظل احترام مبادئ الأمة وأخلاقيات المهنة. ومن جهة أخرى، ذكر الوزير بمبادرة رئيس الجمهورية التي أعلن من خلالها عن ترسيم ال22 من أكتوبر من كل سنة يوما وطنيا للصحافة عرفانا بجهود أسرة الإعلام كغيرها من القطاعات والأسلاك المهنية الأخرى. وفي حديثه عن الانجازات التي تحققت في الساحة الإعلامية، ذكر الوزير بالكم الهائل للجرائد والقنوات التلفزيونية والظهور المتزايد للمواقع الالكترونية التي سمحت بتعدد الرؤى وخلق مناصب عمل جديدة. وهي المناسبة التي ركز من خلالها المسؤول على أهمية التأقلم مع العصرنة ومع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال والتفتح على كل التيارات شريطة احترام مبادئ الأمة وسيادة الدولة في الداخل والخارج ومكتسبات الشعب الجزائري التي ضحى من أجلها. ومن جهة أخرى، أعرب الوزير عن تضامن الأسرة الإعلامية الجزائرية مع نضال الصحافيين عبر العالم من أجل الدفاع عن حرية الشعوب خاصة في فلسطين والصحراء الغربية وفي كل مكان تقمع فيه الكلمة ويضايق فيه القلم وتسلب فيه حرية التعبير. وقد هنأ السيد محمد السعيد الصحافة الجزائرية بهذه المناسبة متمنيا لها المزيد من التألق والنجاح لخدمة الوطن والمواطن ورفع مستوى وعي المواطن للمضي قدما نحو ربح معركة التنمية لفائدة الصالح العام. كما حيا الوزير كافة الإعلاميين الجزائريين الذين كان لهم الفضل في ترقية الممارسة الإعلامية والذين بفضل نضالاتهم وتضحياتهم تم تحقيق مكسب حرية التعبير وغيره من المكاسب، والذين دافعوا عن المهنة والكلمة الحرة بحياتهم سواء إبان الثورة التحريرية أو بعد الاستقلال وخلال العشرية السوداء خاصة شهداء المهنة الذين حصدتهم آلة الإرهاب، والذين يستحقون كل التقدير. وقبل هذا الحفل الذي نظم بقصر الثقافة لفائدة الصحفيين والشخصيات الإعلامية الحالية والسابقة في الميدان، وضع الوزير رفقة عدد من الوجوه الإعلامية ومدراء وسائل إعلام عمومية وخاصة إكليلا من الزهور بساحة حرية الصحافة بأول ماي ترحما على روح شهداء المهنة من الصحفيين الذين اغتالتهم أيادي الغدر في التسعينات.