تشكل مسألة محاربة الأمية تحديا كبيرا بالنسبة للجزائر، التي عكفت منذ سنوات الاستقلال لغاية اللحظة، على تعميم مجانية التعليم لكل الجزائريين. بحكم ان الاستعمار الفرنسي قضى على كل المقومات التعليمية لشعبنا وانتج لنا 90٪ من الأمين ولكن بفضل السياسة التي سطرتها الجزائر في مجال ضمان التعليم لكل فرد تمكننا من اجتياز حاجز الأمية. وماعدد المدارس والثانويات والجامعات المشيدة إلا دليل على ذلك، لاسيما عدد الطلبة خريجي الجامعات الجزائرية وفي كل الشعب التعليمية سنويا، بالاضافة الى المجهودات التي تبذلها جمعية اقرأ لمحو الأمية بالنسبة للنساء والرجال الذين لم يسعفهم الحظ في مواصلة دراستهم لسبب أولآخر، وفي هذا الصدد وبمناسبة اليوم الوطني للعلم نظمت بعض المؤسسات ومنها المركز الوطني للتعليم المهني عن بعد اياما اعلامية لفائدة نزلاء المؤسسات العقابية والتي ستدوم لغاية ال 20 من الشهر الجاري. وتهدف هذه الحملة المنظمة بالتعاون مع المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة ادماج المسجونين الى تحسيس هذه الفئة بأهمية التكوين خاصة في الرفع من مستواهم الثقافي وتسهيل عملية إدماجهم كما أولى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أهمية لترقية مستوى، التعليم ببلادنا، عبر تعزيز الهياكل البيداغوجية والتعليمية إلى جانب دعم تربية اطفال الأسر والمناطق المحرومة دون ان يغفل مكافحة الأمية لدى الكبار من السكان. أما بالنسبة للجامعة فقد سهر رئيس الجمهورية على تحضير الشروط البيداغوجية والاجتماعية الكفيلة باستقبال مليوني طالب وهذا في افاق ,2015 مع استكمال الاصلاح الجامعي الذي سيشمل ترقية الشعب العلمية والتقنية وكذا المدارس المتخصصة والمعاهد التي يتخرج منها الدكاترة، بالاضافة الى رفع مستوى التكامل بين الأطوار الثلاثة للمنظومة التعليمية. وفي هذا الإطار، سيتم ضبط مخطط توجيهي موحد للتكوين والتعليم بالنسبة للعشرية القادمة، مما سيمكن من تقليص حدة التسرب المدرسي التي شهدت خلال السنوات الاخيرة، وكذا تقليص نسبة البطالة لدى حاملي الشهادات حيث سيعمم التعليم في مجال التكنولوجيات الجديدة للاعلام في كل الاطوار، كي تتمكن الجزائر من التحكم في اقتصاد المعرفة بشكل اسرع. ولأجل ترقية البحث العلمي اكثر خصصت الحكومة مالايقل عن 100 مليار دج خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي ستصاحبها إجراءات تحفيزية جديدة للبحث في مجال التنمية على مستوى المؤسسات. من جهته، اعلن اول امس وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد عن ادخال الاعلام الآلي في الطور المتوسط وهذا افاق 2010 و 2012 سيطبق في الطور الثانوي، حيث تندرج هذه السياسة التعليمية الحديثة في اطا ر تعميم التكنولوجيات الحديثة للاعلام الآلي والاتصال في قطاع التربية الوطنية. واعتبر بن بوزيد إدماج هذه المادة في قطاع التربية وعلى مستوى الأطوار الثلاثة أمر ضروري، مؤكدا بأنه سيعزز إمكانيات الإعلام الآلي على مستوى كل الثانويات البالغ عددها 1700 ثانوية و 500 متوسطة مع تدعيم هذه المؤسسات بمخبر. وقال في هذا السياق بأنه سيتم توفير 180 الف جهاز كومبيوتر عبر مختلف المؤسسات التعليمية الموزعة عبر الوطن والمندرجة في اطار البرنامج الخماسي (2009 2014) ويترقب توزيع اجهزة الكومبيوتر ل 36 تلميذ في المتوسط والثانوي اي جهاز لكل خمسة عشرة (15) تلميذ، وهذا خلال الفترة (2009 2010). ولم يخف وزير التربية الوطنية وجود صعوبات للحصول على جهاز الإعلام الآلي في بعض المناطق مطمئنا هؤلاء بأن الدولة وفرت قاعات متعددة الاعلام وفضاء لتنصيب نظام المحاضرات عبر الشاشة، وذلك على مستوى المناطق المعزولة. وأضاف بن بوزيد بأن نجاح هذا المشروع يتوقف على الحملات التحسيسية على مستوى الاطوار التعليمية الثلاثة، والتي سيقودها اختصاصي المجال، وقد اشار السيد الوزير في هذا الشأن الى ان تدريس الاعلام الآلي يتطلب تأطير يقدر ب 7000 استاذ منهم 5000 في الاطار المتوسط و 2000 في الطور الثانوي، حيث يندرج هذا المشروع في اطار البرنامج الخماسي (2009 2013). وتبقى الجزائر تبذل مجهودات كبيرة في مجال تحديث وعصرنة التعليم والقضاء على الأمية التي تقلصت نسبتها مقارنة بسنوات الستينات.