تميزت مجالس العرب بالشخصيات الظريفة التي وهبها اللّه البديهة والحساسية النقية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك وطرائف مفعمة بروح النقد الاجتماعي، لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع، بالتفصيل ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية: 1) صادف المأمون في طريقه جارية عربية بارعة الجمال فصيحة اللسان فقال: يا جارية من أي العرب أنت؟ قالت: أنا من بني كلاب!! فقال: وما الذي حملك ان تكوني من الكلاب؟ فقالت: واللّه لست من الكلاب بل أنا من قوم كرام غير لئام يكرمون الضيف ويضربون بالسيف، ثم قالت: يا فتى من أي الناس أنت؟ قال: أوعندك علم بالأنساب؟ قالت: نعم فقال لمساعديه: واللّه لأتزوجن هذه الجارية وسأل عن أبيها وخطبها منه فتزوجها وهي والدة ابنه العباس. 2 ) أشرف المأمون يوما من القصر فرأى رجلا وفي يده فحمة كتب بها علي حائط القصر: يا قصر جمع فيك الشؤم واللوم حتى يعشش في أرجائك اليوم..يوم يعشش في أرجائك البوم من فرص أكون أول من يرعاك مرغوم فقال: المأمون لأحد غلمانه: لئتني وانظر ما كتب فلما مثل بين يديه قال المأمون: ويلكما حملك على ما فعلت؟ فقال الرجل: يا أمير المؤمنين انه لايخف عنك ما حواه هذا القصر من خزائن الأموال والطعام والشراب، فمررت عليه وأنا في أسوأ حال من شدة الجوع والعطش فقلت في نفسي: هذا القصر عامر وأنا جائع فآية فائدة ترجى منه!. 3) في زمن المتوكل ادعى الرجل النبوة فلما مثل بين يديه قال له: ما الدليل على صحة نبوتك؟ قال الرجل: القرآن الكريم يشهد بنبوتي في قوله تعالي: »اذا جاء نصر اللّه والفتح'' وأنا اسمي نصر اللّه فقال المتوكل: وما معجزتك؟ قال الرجل: ائتوني بامرأة عاقر أنكحها تحمل بولد يتكلم في الساعة ويؤمن بي فقال المتوكل لوزيره أعطه