أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أمس قرارا بتشكيل «غرفة عمليات خاصة» لقيادة العمليات العسكرية ضدّ ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابي في المنطقة الواقعة بين مدينتي مصراتة وسرت شرق طرابلس. نصّ القرار الذي أصدره المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي ونشره مكتبه الإعلامي على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أمس على أنه «تشكل غرفة عمليات خاصة لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الدموي في المنطقة الواقعة بين مصراتة وسرت وتكون تبعيتها المباشرة للقائد الأعلى للجيش». وبموجب القرار تمّ تشكيل الغرفة برئاسة العميد بشير القاضي وعضوية خمسة ضباط كبار. ويحظر القرار على «أي قوى عسكرية أو شبه عسكرية مباشرة أي عمليات قتالية ضمن حدود هذه المنطقة» خارج إطار هذه القيادة باستثناء «حالات الدفاع عن النفس». ويأتي القرار بعد هجوم شنّه تنظيم الدولة الإرهابية الخميس على نقطة تفتيش في بلدة ابو قرين الواقعة على بعد (110) كلم جنوب مدينة مصراتة، ما أدى إلى وقع قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحراسة. وتقع منطقة ابوقرين أيضا على بعد (140) كلم غرب مدينة سرت معقل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا. وكان المجلس العسكري بمدينة مصراتة الساحلية قد طالب في بيان في 28 أفريل الماضي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بالإسراع في تشكيل قيادة عسكرية لمحاربة تنظيم الدولة الإرهابية، مؤكدا التزامه بتأمين أمن وسلامة المنطقة الواقعة ضمن نطاقه واختصار الواجب الدفاعي ضمن حدود منطقته العسكرية. دعم ورفض من ناحية ثانية، وفي اجتماع دورتهم ال 34 التي التأمت بتونس دعا وزراء خارجية دول إتحاد المغربي البرلمان الليبي إلى إستكمال إستحقاقات الإتفاقية السياسية الموقعة في 17 ديسمبر الماضي. وأعربوا الخميس في البيان الختامي لأعمال هذه الدورة التي عقدت بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة عن ترحيب دولهم بإنتقال المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني إلى العاصمة طرابلس وطالبوا البرلمان الليبي المعترف به دوليا إلى «إستكمال الإستحقاقات الواردة في هذا الإتفاق بإعتباره الجسم التشريعي الوحيد حتى يتسنى للمؤسسات الليبية مباشرة مهامها في إدارة شؤون البلاد واستتباب الأمن والإستقرار». وجدّدوا دعمهم ومساندتهم المطلقة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فايز السراج حتى يتمكن من «الإضطلاع بمسؤولياته الوطنية الملحة ولاسيما في مواجهة الإرهاب وتأمين الحدود وتحسين الظروف المعيشية للشعب الليبي»، وأكدوا رفضهم لأي تدخل أجنبي بليبيا. رئيس الحكومة التونسي يزور السراج بطرابلس أجرى رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أمس الجمعة محادثات مع رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد ووزير خارجيته خميس الجينهاوي بقاعدة «أبوستة» البحرية بالعاصمة طرابلس تناولت أخر مستجدات الأوضاع بليبيا. وأكد مصدر حكومي، أن الزيارة التي دامت بعض الساعات تمت بمبادرة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي يتولى منذ فترة الإشراف على الملف الليبي بتنسيق مباشر ويومي مع الحكومة. وكان وزير الخارجية الجهيناوي قد أكد أن الرئيس السبسي مهتم جدا بتفاعلات الوضع في ليبيا، التي يعتبرها قضية من أولويات العمل الدبلوماسي التونسي. كما أضاف الجهيناوي أن الرئيس السبسي منشغل جدا لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في ليبيا، وهو حريص على دعم حكومة الوفاق الوطني، التي كانت تنشط في تونس قبل تسهيل مهمة انتقالها إلى طرابلس بدعم سياسي ولوجيستيكي من تونس، وفق تأكيد الجهيناوي. وشدّد الرئيس التونسي في أكثر من مناسبة على «أن ليبيا وتونس شعب واحد في دولتين»، ولأن استقرار ليبيا وتطورها له فوائد أمنية واقتصادية على تونس، وأن تونس تقف مع ليبيا، وفي ذلك تعبير عن وجود روابط تاريخية وسوسيولوجية قوية بين البلدين. وتندرج الزيارة، ضمن إطار مساندة المجلس الرئاسي والتعبير عن دعم تونس لحكومة الوفاق الوطني. وكانت تونس من أول الدول التي أعلنت عن إعادة فتح تمثيليتها الدبلوماسية في ليبيا، ساعات فقط بعد وصول السراج إلى ليبيا. وكان السراج، استقبل الخميس وزير الخارجية الهولندي، بيرت كوندرز، وبحث معه إمكانية استرجاع الأموال المجمدة في الخارج.