نظمت جمعية «مشعل الشهيد»، أمس الأول، يوما دراسيا بقاعة المحاضرات لولاية تيبازة، يعنى بمساهمة تلاميذ الثانويات في إضراب 19 ماي 1956 ودور الإعلام إبّان الثورة، حيث أجمع المحاضرون على أن هبة الثانويين تجاه الثورة رجّحت كفّة المعركة لصالح الثوار، باعتبار النزاع كان قائما حول الشعب حينذاك ولم يرتبط بالأرض، لاسيما وأنّه لم يتم تحرير أي شبر من الوطن خلال تلك الفترة. في ذات السياق، فقد أشار المجاهد «لخضر بورقعة»، الذي يعتبر أحد قادة الولاية الرابعة، إلى بروز عدّة حركات مناوئة للثورة بعد الإعلان عن انطلاقها من خلال بيان أول نوفمبر. كما أن المعركة الحاسمة حينذاك، كانت تتعلق بمن يقدر على استمالة الشعب إلى جنبه، مع التأكيد على غياب برنامج عمل واضح المعالم بوسعه تسيير الثورة بالشكل اللائق، ناهيك عن غياب قيادة موحدة بوسعها بسط نفوذها وسلطتها على مجمل العمليات الفدائية المنفذّة. وجاء إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 ليوفر قدرا كبيرا من النفس للمجاهدين الذين ارتصّت صفوفهم أكثر بانعقاد مؤتمر الصومام في السنة ذاتها وهو المؤتمر الذي رسّم على الأرض طريقة تنظيم الثورة وأعدّ برنامجا واضحا لضمان استمراريتها. من جهته أشار الدكتور محمد لحسن الزغيدي، إلى أنّ التاريخ سجّل لطلبة الثانويات خلال الثورة ما لم يسجله لغيرهم، مشيرا إلى أنّ فرنسا كانت حريصة على فصل النخبة من أبناء الجزائريين عن الشعب وعن الثورة، غير أن الرياح عصفت عكس هذا المسعى، بحيث تمّ تسجيل 6308 طالب ثانوي من الجزائريين ضمن 49 ثانوية عبر الوطن سنة 1954 مقابل 1800 طالب في 1945 و180 طالب في 1910، ما يؤكّد ضآلة عدد الجزائريين الذين أتيحت لهم فرص مواصلة دراستهم بالثانويات، إلا أنّ تشكيل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955، سمح بالمساهمة الفعلية في تحريك مشاعر الطلبة الثانويين الذي قرّروا الإضراب عن الدراسة في العام الموالي. كما أكّد الدكتور الزغيدي، أنّ 80 من المائة من مفجري الثورة هم من الطلبة الثانويين. تجدر الإشارة، إلى أنّ التظاهرة تمّ تنظيمها تكريما لروح الفقيد بلحسن زروقي، الذي وافته المنية سنة 2010 والذي شغل عدّة مناصب في الحقل الإعلامي، كان آخرها مدير ديوان وزارة الثقافة وقبلها مدير عام مؤسسة التلفزيون، إضافة إلى عدّة مناصب حساسة أخرى وسبق له التخرّج من إحدى الجامعات الألمانية بشهادة مهندس دولة في الإلكترونيك سنة 56، ليلتحق بصفوف الثورة بالقواعد الخلفية وتخرّج من صفوف جيش التحرير سنة 1963 برتبة رائد. وكان لحضور كل من وزيرة الثقافة السابقة «نادية لعبيدي» ورئيسة جمعية «إقرأ» «عائشة باركي»، نكهة خاصة من حيث تركيزهما على أنّه لولا تضحيات الشهداء والمجاهدين ما كنا ننعم نحن بما نحن عليه الآن. وبالمركز الجامعي لتيبازة، تمّ عرض مسرحية «ثمن الحرية» التي قدمها طلبة النادي العلمي القانوني لمعهد الحقوق والعلوم السياسية، مبرزين من خلالها تضحيات الطلبة خلال الثورة وسهر قادة الثورة على دعم التعلّم مع عرض عدّة مداخلات تبرز مساهمة فئة الطلبة في تأجيج لهيب الثورة، قبل أن يتم تكريم الفائزين في دورات كرة القدم والنادي العلمي بالمركز.