تكريم الشهيدين الدكتور تريشين وبكير استعرض أمس المحامي والمختص في تاريخ الحركة الوطنية عامر أرخيلة، المسار التاريخي لتأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، مؤكدا على الأهمية التي أولتها جبهة التحرير الوطني للحركة الطلابية أما يمثله من سند قوي للثورة، في مجابهة الاستعمار الغاشم، مشيرا إلى أن إضراب 19 ماي 1956 كان له صدى لدى المنظمات والجمعيات الطلابية العالمية. أوضح عامر أرخيلة أنه في البداية وقع التحام مغاربي تجسد في أول ماي 1945، بإنشاء اتحاد طلابي يضم طلبة جزائريين وتونسيين ومغربيين، وفي مارس 1919 أنشئت منظمة طلابية سميت بودادية الطلاب المسلمين لشمال إفريقيا، تعززت بجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا التي أنشأت سنة 1927 بفرنسا، مضيفا لدى تدخله بمنتدى الذاكرة ليومية المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد أن هذه الجمعية الطلابية لعبت دورا سياسيا وإيديولوجيا من خلال تنظيم عدة مؤتمرات بتونس، باريس، تلمسان، وحررت محاضر جلساتها باللغة العربية كرمز للتيار الوطني والوحدة المغاربية. وأكد المختص في تاريخ الحركة الوطنية، أن جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا تجذرت في الوسط الطلابي، باعتبارها إطارا للنضال السياسي، كما زودت الحركة الوطنية بكوادر سياسية مؤهلة علميا ونظريا، مشيرا إلى أنه في 1952 عقد اجتماع لتأسيس اتحاد الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا يضم ثلاث فيدراليات خاصة بكل قطر مغاربي. وحسب المحاضر، فإن جبهة التحرير الوطني وعلى رأسهم عبان رمضان أولى اهتماما كبيرا للحركة الطلابية إيمانا بما تمثله من سند للثورة، وطلب بإنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955 بفرنسا، على اثر انعقاد اجتماع يضم 2000 طالب جزائري كانوا يدرسون بمختلف الأقطار العربية والأوروبية، حيث أعلنوا عن موقفهم الصريح بتأكيدهم على التجند وراء جبهة وجيش التحرير الوطنيين، وقد جسدوا ذلك بالتحاقهم أفواجا بالثورة. وأضاف أرخيلة، أن الإدارة الاستعمارية واجهت نشاط الطلبة بحملة من الاعتقالات والتصفيات الجسدية، مما دفع الطلبة إلى الإعلان عن إضراب عام ومقاطعة الدروس والامتحانات إلى أمد غير معين، خاصة طلبة الثانويات، والذي اكسبهم اعترافا دوليا، مؤكدا أن تنظيم جبهة التحرير الوطني للطلبة كان له نتائج ايجابية من خلال تزويد الثورة بإطارات شابة وذات كفاءة.من جهته، قدم الأستاذ بجامعة غرداية داود داودي نبذة تاريخية عن الشهيدين الدكتور إبراهيم تريشين، الذي كان أول طبيب جراح في الدماغ، والشهيد الدكتور بن قدي بكير اللذان قدما تضحيات كبيرة للثورة، قائلا أن العمل لا يزال شاقا في الحركة الوطنية، بحكم عدم توفر كل الوثائق التاريخية، داعيا المجاهدين لتزويدهم بهذه الشهادات لإتمام ما بناه جيل نوفمبر. وفي الختام تم تكريم عائلة الشهيدين والمجاهدة ليلي الطيب عضو مجلس الأمة.