تنوي الأممالمتحدة تمديد المهمة التي يقوم بها جنود حفظ السلام في مالي لسنة أخرى وتعزيزها بعناصر إضافية وبقدرات تقنية لمواجهة التحديات الأمنية التي لازالت البلاد تواجهها. وفي هذا الإطار، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من مجلس الأمن الدولي الموافقة على إرسال 2500 من الجنود وعناصر الشرطة الإضافيين إلى القوة الدولية في مالي المعروفة اختصارا باسم مينوسما، وتمديد مهمة البعثة إلى 2017. وقد خسرت البعثة الأممية 68 من جنود حفظ السلام منذ انشائها في أفريل 2013 بينهم 12 خلال أسبوعين في ماي الماضي. ولازالت بقايا بعض التنظيمات الإرهابية مثل جماعة أنصار الدين وتنظيم القاعدة الدموي تشن من حين لآخر هجمات بعضها بعبوات ناسفة يدوية الصنع وأخرى بكمائن في الأرض الصحراوية الوعرة في شمال مالي. وقال بان كي مون في تقريره إلى مجلس الأمن أن الهجمات على عناصر حفظ السلام التابعين للامم المتحدة «تزداد تعقيدا وتطورا»، مشيرا إلى أن أعمال اللصوصية أيضا تهدد حياة المواطنين الذين أرسلت القوة لحمايتهم. وفي مؤتمر صحافي عقده الخميس في باماكو، تحدث قائد القوة الجنرال ايرفيه غومار عن تحديات عدة تواجهها بعثة الأممالمتحدة. وقال «لمكافحة المجموعات الإرهابية علينا ان نعرف مكان وجودها وعدد أفرادها وكيفية عملها». وأضاف إن «ذلك يتطلب قدرات تقنية لا نملكها اليوم». وتابع غومار أن «ما نحتاج اليه اليوم قبل كل شىء هو الاستخبارات». وتشرف هذه البعثة على تطبيق اتفاق السلم والمصالحة الموقع في 2015 بين الحكومة في باماكو والأطراف الشمالية. والاتفاق الذي وقّع بوساطة من الجزائر وتحت إشراف الأممالمتحدة، يهدف إلى جلب الاستقرار إلى شمال مالي الذي شهد توتّرا كبيرا أعقب الانقلاب العسكري الذي وقع في 2012 ثم سيطرة الارهابيين على المنطقة، وهو يدعو إلى انشاء مجالس مناطق منتخبة مع الاحتفاظ بوحدة البلاد. وبعد سنة من تطبيقه تتّجه الاوضاع في مالي في اتجاه الاستقرار رغم ما يسجله الدمويون من هجمات من حين لآخر. وبالمناسبة دعا بان كي مون أيضا إلى السماح لهذه القوة بشكل واضح «بامتلاك كل الوسائل اللازمة» للتأكد من أن «مناطق عمليتها لا تستخدم لاي شكل من النشاطات الارهابية التي تمنعها من تنفيذ مهامها وفق تفويضها» ومن «حماية نفسها»، وقد لقيت البعثة الأممية انتقادات من السكان المحليين الذين قال بعضهم انها «تبقى وراء اسلاكها الشائكة ولا فكرة لديها عما يحدث في الخارج». والسببت الرئيسي - حسب الخبراء - في التقصير في معرفة الأرض هو نقص التجهيزات والدعم والاستثمار في وحدات تقدمها دول إفريقية تشكل أكثر من ثلثي القوة. وقال بان كي مون في تقريره أن 12 وحدة ينقصها «تجهيزات أساسية»، وأشار إلى أن نقص المروحيات والخبراء أمر يثير القلق، بدون أن يسمي أي بلد.