ينتظر أن يكون هناك تحول كبير على مستوى مختلف الأنشطة الاقتصادية بولاية سوق أهراس، على غرار إعادة توزيع هذه الأنشطة على ثلاثة أقطاب صناعية رئيسة بئر بوحوش، مداوروش وسيدي فرج، الأمر الذي يتقدم بالولاية باتجاه مستقبل معالمه بدأت تتضح يوما بعد آخر، خاصة مع اعتماد أغلب المناطق الصناعية المنجزة حديثا من طرف وزير الصناعة والمناجم في آخر زيارة له. أهم ما يمكن أن يسجل على مستوى منطقة بئر بوحوش، إنجاز أزيد من ثلاثة مشاريع استثمارية لتربية الأبقار، بغرض التزود بالحليب وكذا إنتاج اللحوم الحمراء. هذه المشاريع ستساهم فعلا في تزايد عدد رؤوس القطيع وارتفاع الإنتاج وبالضرورة عدد المربين. أهم ما يمكن أن ينتظر للتغيير وإعادة التقييم، هو الممارسة لإنتاج الحليب وتربية الأبقار التي لازالت تقريبا في شكلها التقليدي لدى أغلب المربين، ولا يوجد من يمارس هذا النشاط بصفة استثمارية واسعة إلا القليل، نظرا لثقل الكلفة وارتفاع خطورة المجازفة. فحتى الآن لازالت تقنية التلقيح الاصطناعي للأبقار غير مطبقة بالولاية، بسبب عدم اجتماع كل عوامل النجاح محليا لتطبيق هذه التقنية، أبرزها ضرورة انخراط كل المربين أو نسبة كبيرة منهم، على الأقل، حتى يضمن البيطريون مردودية كافية تسمح لهم بممارسة التلقيح الاصطناعي. هذا وقد عرفت المواسم الفلاحية الأخيرة انتعاشا في إنتاج الحليب بولاية سوق أهراس، التي تعد قطبا وطنيا معروفا في مجال تربية الأبقار. فقد أنتجت السنة الماضية، 19.7 مليون لتر والسنة التي قبلها 12 مليون لتر، فيما تتوقع المصالح المختصة وصول الإنتاج في نهاية السنة الجارية إلى 30 مليون لتر. هذه الأرقام تشير إلى الكميات المجمعة فعلا وهي لا تمثل سوى نسبة 30 من المائة من الإنتاج الحقيقي، الذي يتم تسويقه بعدة طرق، خاصة منها المباشرة ما بين المنتجين ومحلات بيع الحليب المنتشرة بمختلف المدن والقرى وحتى المقاهي بسوق أهراس التي تستقبل نسبة معتبرة من حليب الأبقار، نظرا للتقليد السائد بها وهو تفضيل الزبائن استهلاك حليب البقر. وفي الوقت الراهن، تزود ولاية سوق اهراس عدة ملبنات موجودة بأربع ولايات من شرق البلاد هي قالمة، سكيكدة، الطارف، قسنطينة . هذا ويستفيد مربو الأبقار من دعم الدولة لمنتجي الحليب، يشمل عدة جوانب تدخل في هذا النشاط، منها 30 من المائة من الدعم لتغطية اقتناء وسائل الإنتاج و1800 دينار لتغطية التلقيح الاصطناعي وهي تشكل تقريبا نسبة 100 من المائة و30 من المائة خاصة بتهيئة الإصطبلات وإنجاز ما يعرف بالسياج للمحافظة على اخضرار الأعشاب والأعلاف قصد استمرار البقرة في إنتاج كمية أكبر من الحليب. يضاف إلى هذا، الدعم التقني الذي تقدمه مفتشية البيطرة للمربين فيما يخص التوجيه الصحي وحملات تلقيح الماشية والإرشاد الفلاحي من طرف المعهد التقني لتربية الحيوانات.